لوّح رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالاستقالة في حال اكتشف أن وجود "نزاهة" ليس سوى فراغ يضاف إلى فراغات أخرى في الجسد الحكومي. وقال في معرض رده على أسئلة لمثقفين التقى بهم في خميسية الجاسر صباح أمس، "لن أكون متشائما والهيئة إن شاء الله لن تكون فراغا وأنا أتعهد إذا شعرت أنها ستكون فراغا فأنا أول من يغادرها". وكشف رئيس "نزاهة" عن قضية فساد مالي تتعلق بالكشف عن موظف حكومي وجدته الهيئة يحرر فواتير شراء مختلفة التسعيرة وأن الهيئة قامت بتحريزها والرفع بها لدى الجهات المعنية. وذكر الشريف خلال إلقائه محاضرة بعنوان "نزاهة: الآمال والطموحات" أدارها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في "خميسية حمد الجاسر" أمس بالرياض، أن الهيئة أرسلت تعاميم تحث على نشر نتائج العطاءات ونتائج المنافسات الحكومية، مشيرا إلى أن الهيئة تلقت خطابات من وزارة الإسكان تتعلق بتوفير الأراضي لإقامة مشاريعها، عبر تنسيق مع إمارات المناطق، مؤكدا في ذات السياق أن مشكلة الأراضي تلاشت. وأكد الشريف أن الهيئة تواجه حيرة في أمر التشهير مع تأييدها عليه وأنه عند حدوث التشهير يتقلص حجم الفساد، كون أن ما تنشره الهيئة يعتبر في طور الاتهام، مجددا في الوقت عينه على أن ليس لدى الهيئة حجم معين للفساد. وبدا الشريف واثقا من نفسه متفائلا بمستقبل الهيئة، إلا أنه وجه انتقادات لعمل الهيئة في الوقت نفسه، مؤكدا عدم رضاه عن عملها، وأن "نزاهة" تراجع أسلوب عملها، وأن أمامها الكثير لتعمله، في ظل ما أشار إليه بأن ليس لديه حجم معين ومحدد لظاهرة الفساد. وجزم الشريف بأن الهيئة لم تغض الطرف أو تصمت حيال أي قضية معينة، مؤكدا في السياق ذاته إلى أن سهام النقد والحدة في الطرح تجاه "نزاهة" تعتبر وقودا لها. وأشار الشريف إلى أن هروب العمالة المنزلية أصبح ظاهرة في المجتمع، مبينا بأن الهيئة ليست مسؤولة عنه، إلا أنه استدرك قائلا "بأنها تنبه بما صدر عن استراتيجيات وأوامر حول هذا السياق". وكشف أن هيئة الرقابة والتحقيق، وديوان المراقبة العامة دُعما مؤخرا بنحو 600 وظيفة، مبينا أن هناك توجيها صدر عن المقام السامي حول تطوير أجهزة الرقابة ودعهما وتحديث أنظمتها. وحول المكاتب النسائية، كشف رئيس "نزاهة" أن الهيئة بدأت تتلقى طلبات للتوظيف، إضافة إلى تأكيد رئيس الندوة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بأن حرم حمود البدر قدمت طلبا للتطوع في العمل بالقسم النسائي. وأشار إلى أن فساد المسؤول الكبير هو أهم وأكثر وقعا من فساد الموظف الصغير، الأمر الذي شهد جدلا واسعا مؤخرا، وسط اختلاف في التصريحات بين نواب الرئيس ومحمد الشريف. وبين الشريف أن الهيئة تتخذ في منهج عملها على اتهام الأنظمة والممارس للفساد كل على حدة، مشيرا إلى أنها تعمل على مراجعة الأنظمة ورصد المخالفات التي يمارسها المخالف. وكشف رئيس هيئة مكافحة الفساد أن ل"نزاهة" تعاونا مع وزارة الداخلية، وتحديدا المباحث الإدارية، مبينا أنها تستعين بالمباحث الإدارية في قضايا الرشوة والتحري، متمنيا أن تصل الهيئة إلى تخفيف الفساد، معترفا بأن هذا الأمر صعب الوصول له. وذكر الشريف أن الهيئة ليست مسؤولة عن إدارة أموال الدولة، وأن وزارة المالية هي القطاع المعني، مشيرا إلى أن اختصاصات الهيئة لا تشمل كل أشكال الفساد فهناك فساد أخلاقي ونحوه. وجدد الشريف التأكيد على أن المناطق النائية تعاني من ضعف في الرقابة على مشاريعها، مؤكدا أن بعض المشاريع تراقب من العاصمة الرياض وموقع المشروع على بعد 2000 كيلو متر، مبينا أن الهيئة رصدت ضعفا في البنى التحتية وبخاصة تلك التي تتعلق بسوء تنفيذ الطرق والتي تظهر تحديدا بعد هطول الأمطار. مشاهدات • رصد رئيس الندوة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عددا من التساؤلات خطت من قبل شخص واحد وبذات نوع القلم مما أثار الشك والريبة حول طبيعة التساؤلات. • مازح المثقفون والحضور الشريف عندما قالوا بأنه كبير في السن، وأنه نحيل الجسم كأبي ذر الغفاري. • اقترح الدكتور جاسر الحربش أن تكون هيئة مكافحة الفساد تحت مسمى "الأمر بالإصلاح والنهي عن الإفساد" ونفس الصلاحيات الممنوحة لهيئة الأمر بالمعروف. • رئيس "نزاهة" اعتذر عن تساؤلات الصحفيين بحجة أن صوته لا يساعده بعد أن استمرت الندوة لأكثر من ساعتين.