احتدم الجدل الدائر بين محافظة عنيزة والجمعية التعاونية الزراعية في المحافظة، على خلفية تبادل الاتهامات بين الجانبين، حول مدى نظامية مستودع الجمعية والشكوى التي قدمتها المحافظة ضده. وكشف عضو مجلس إدارة الجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة المحامي عبدالله بن منصور الجطيلي في تصريح ل"الوطن"، أن اللجنة المكونة من وزارة الشؤون الاجتماعية للتحقيق فيما ادعاه محافظ عنيزة من وجود تجاوزات مالية وإدارية بالجمعية، خلصت في تقريرها في شوال الماضي إلى ما نصه "واتضح أن الشكوى وما نصت عليه لا تعبر عن واقع ونظامية عمل الجمعية". وتساءل الجطيلي بشأن نظامية دخول الجمعية ومخازنها في غير وقت العمل الرسمي وأخذ فواتير من الجمعية والذهاب بها ثم إرجاعها؟، مستغربا مثل هذا التصرف الذي لا يقبل من آحاد الناس فكيف يكون ممن تملي عليه وظيفته بمنعه والتصدي لعدم حدوثه لأنه يخالف النظام العام الذي يحظر مثل هذا التجاوز مهما نسب لهذه الجهة أو تلك من أخطاء ينبغي التعامل معها وفق الأنظمة وليس شيئا آخر. وأضاف "هنا أجدني مضطرا بقصد إيضاح الحقيقة فقط أن أسأل عن نتيجة ما حظيت به الجمعية حين أيد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم طلب الجمعية استئجار أرض بمساحة 100 ألف متر مربع خلف مستودع الأعلاف لإقامة مشاريع عليها، وكيف كان موقف المحافظ عند علمه بذلك ولماذا تعثر هذا الموضوع رغم موافقة الوزير!!؟" وأشار إلى أن هدف الجمعية كشخصية اعتبارية هو تنميتها في جميع المجالات الزراعية ليعود ذلك لمصلحة المواطنين في المحافظة ولن يتحقق مثل هذا الهدف النبيل إلا بتضافر الجهود وأولها جهود المحافظة بالسعي للدفع بكل ما من شأنه التوسع في نشاط الجمعية من خلال تغيير مسماها لتكون جمعية تعاونية متعددة الأغراض بإنشاء أسواق استهلاكية ومحطات وقود والدخول في المقاصف المدرسية وزيادة أعضاء مساهمين من المواطنين، والاستفادة من جهود وزارة الشؤون الاجتماعية لتشجيع العمل التعاوني. وتمنى الجطيلي من المحافظ أن يوضح ما قدمه من تطلعات الجمعية حين ورده خطاب من وزارة الشؤون الاجتماعية بهذا المعنى لنكون أول من يقتنع بل ويشكر مثل هذه الجهود لو حصلت وليس عكسها عبر مصادمات بعيدة عن تحقيق واجب وظيفي ووطني في آن واحد. وبيّن الجطيلي أن الجمعية العمومية وحدها هي التي تقرر بقاء أعضاء مجلس الإدارة أو ترشيح آخر، موضحا أنه تم تكريم الجمعية من قبل مجلس الجمعيات التعاونية بالمملكة لحصولها على جائزة أفضل جمعية تعاونية نظير تميزها في أداء أعمالها وتحقيق أهدافها وخدمة أعضائها وذلك في الملتقى الرابع للجمعيات التعاونية الذي عقد بمدينة بريدة في شهر شوال عام 1433 وهذا فخر أهديه لأهالي محافظة عنيزة وفي مقدمتهم "المحافظ" مؤملا أن تشرق شمس تعاون مثمر بين المحافظة والجمعية يفرح به أهالي المحافظة. وكان محافظ عنيزة فهد السليم قد انتقد مؤخرا الجمعية الزراعية وذلك بعد اتهامها له بارتكاب جملة من المخالفات المالية والإدارية، وهو ما حدا به للرفع بشكوى ضدها لوزارة الشؤون الاجتماعية للتحقيق في الموضوع، بصفتها جهة الاختصاص. وكانت "الوطن" قد نشرت في عددها الصادر السبت الماضي تقريرا بعنوان: "محافظ عنيزة" يرد على "الزراعية": ماذا بشأن مستودعكم المخالف؟ تناول تصاعد وتيرة الأزمة التي نشبت بين محافظة عنيزة من جهة والجمعية الزراعية من جهة أخرى، على خلفية اتهام الثانية للأولى بتعطيل أعمالها.