لا تجد أي نشاط مسرحي في المنطقة الشرقية، إلا ويكون أبو المسرحيين، كما يطلق عليه، الممثل والمخرج "عبدالله الجفال" في مقدمة الحضور.. لم يغب عن المسرح طيلة العقود الثلاثة الماضية.. يسعى إلى احتضان جميع المتدربين والمهتمين بالمسرح من خلال الدورات التدريبية التي يقدمها. عبدالله الجفال تحدث إلى "الوطن" موضحا أنه من خلال مقارنة بالاحتضان السابق من قبل رعاية الشباب للمسرح وحاليا احتضان وزارة الثقافة والإعلام نجد بونا شاسعا في الدعم المادي والمعنوي. "كان العيش كفيفا من أجل الاعتراف بهويتنا الفنية من قبل وزارة الإعلام والثقافة، فلا تصنيف يحميك من شجع المستغلين، ولا بنية تحتية تشعرك بمهابة المكان وسمو المكانة الحضارية، ولا دعم مالي ينقلك إلى مستويات فنية عالية الجودة، ولا وسائل إعلامية تعنى بالمهرجانات المحلية والتعريف بالفعاليات المسرحية على المستوى المحلي، ولا تمثيل واضح الأسس من أجل التعريف بالمسرح السعودي على مستوى الأيام الثقافية الدولية". وعن اتجاه كثير من المسرحيين إلى التجريب قال الجفال: التجريب وهج لم نكتو بناره بعد، ولم نلجه من باب المعرفة المعمقة. اتجهنا بنصوصنا نحو الغموض ربما هروبا من مقص الرقيب، وربما هروبا من المعرفة وتغييب الحاضر الذي يعيشه المسرح. الغموض يا سيدي ليس جزءا من التجريب، كل ما نقدمه للجمهور لا يستند على معرفة معمقة للتجريب، لكي نضيف بعدا جديدا في عناصر العرض المسرحي بقدر ما هو أداة لإخفاء واقع الكلمة ومدلولها الاجتماعي.. وهكذا غابت الدلالات المادية المباشرة لكي يصدح الصوت في اللامكان واللازمان. ما نقدمه هو نوع من البوح يستعصي على المشاهد رصد عقده وحواره وفكره، بل ومتابعة شخصياته. واعتبر الجفال أن اتجاه كثير من المسرحيين إلى شاشات التلفزيون واليوتيوب دلالة على أن بين وسائل الإعلام والمسرح جفوة مصطنعة ومؤلمة في ذات الوقت، "حينما تكتشف بنفسك أن المسافة بينهما شارع واحد لا يتجاوز عرضه عدة أمتار، بل وتزداد حيرة حينما تعلم بأن كلا من الجمعية والتلفاز يستظلان تحت خيمة واحدة هي وزارة الثقافة والإعلام! وحينما يتبادر إلى ذهنك سؤال الغياب عن المشهد المسرحي لا تجد جوابا مقنعا يبرر كل هذه القطيعة.. كل هذا جعل الممثل المسرحي يعيش على هامش التعريف به كفنان مسرحي. لقد أصبح التلفزيون وكل وسائل الاتصال الأخرى هي الملاذات الآمنة للتشديد على هواية الممثل في المجتمع، فهناك تتمثل الحياة الدرامية بصدق أكثر يشترك فيه الرجل والمرأة في محاكاة شبه واقعية وغير مزيفة، ويدخل رسالتك في بيت وفي أي وقت، أضف إلى ذلك أنها وسائل ناجحة لمن أراد أن تتعرف عليه الجماهير على مستوى الوطن وخارجه في وقت قصير. لقد أصبح التواصل بالجماهير عبر هذه الوسائط أكثر نجاحا وأقصر وقتا من المسرح في بلادنا، والذي يحتاج إلى نفس أطول وجهد أكبر في ظل تجاهله من أغلب وسائل الاتصال الاجتماعية". ورغم هذه النبرة التشاؤمية إلا أن الجفال نوه بفضل المهرجانات في تواصل الفرق المسرحية على مستوى المملكة.