توج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فريق الاتحاد بطلاً لكأس الملك للأبطال في نسختها الثالثة التي اختتمت أمس، بعدما رعى المباراة الختامية للمسابقة التي أقيمت بين الهلال والاتحاد على استاد الملك فهد الدولي بالرياض. وكان في استقبال الملك لدى وصوله مقر الاستاد أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، حيث قوبل بترحيب الجماهير الرياضية التي بادلها التحية ملوحاً بيده الكريمة لها. ومنحت ركلات الجزاء الترجيحية اللقب لمصلحة الاتحاد (4/5)، حيث سجل للاتحاد سعود كريري، والجزائري عبدالملك زيايه، والتونسي أمين الشرميطي، وراشد الرهيب، وقائد الاتحاد محمد نور الذي كان قد أهدر ركلة جزاء في الوقت الأصلي اتيحت له في الدقيقة 88 من المباراة تصدى لها حارس الهلال حسن العتيبي. فيما سجل للهلال الذي بدأ التسديد ياسر القحطاني، وعيسى المحياني، والكوري ليو بيونج (كرته لامست يد الحارس مبروك زايد)، والسويدي كريستيان ويلهامسون، وأهدر أحمد الفريدي. وجاءت المباراة تكتيكية على درجة رفيعة، حيث حرص كلا الفريقين على إقفال كل المنافذ إلى ملعبه وخنق كل المحاولات في مهدها، دون إفساح أي مجال للمفاجآت. ودخل الفريقان اللقاء بطموحات كبيرة، حيث تطلع الهلال للقبه الأول في البطولة، وأراد الاتحاد أن تكون الثالثة ثابتة, وكل منهما تدعم بعناصر متألقة وسط غياب رادوي الموقوف وعبداللطيف الغنام عن الأول وأحمد حديد عن الثاني. وفرض الاتحاد أفضلية ميدانية مع البداية فيما كانت الحركة دائبة من خطوط الهلال لكنها افتقدت طيلة ربع الساعة الأول إلى التركيز والخطورة، ومنذ الدقيقة 18 كان الحضور لمحمد نور الذي أحيا الجهة اليمنى الاتحادية وأرهق الجهة اليسرى للهلال. وهدد الاتحاد عبر إمساكه بإيقاع المباراة مرمى حسن العتيبي الذي أبلى في أكثر من كرة خطيرة سنحت لأكثر من لاعب اتحادي داخل منطقة الجزاء، فيما تواكل الاتحاديون مع أكثر من فرصة كانت قريبة من التسجيل لو كان هناك جدية ومثابرة ومتابعة مستمرة للكرات أمام المرمى، حيث لم يكن عبدالملك زيايه في حالته التهديفية فأضاع فرصتين لاتهدران جاءتاه من كرات ملعوبة بذكاء من خط الوسط الاتحادي الذي قنن جهده بين الدفاع المركز والارتداد السريع مع الكرات في ظل تباطؤ عودة اللاعبين الهلاليين, فقد كان هناك تفوق واضح من العميد من خلال فرص مميزة اتحادية عدة. ورغم هذا التفوق الأدائي الأصفر كان بإمكان السويدي ويلهامسون أن يتقدم بفريقه من كرة جاءته من نواف العابد عرضية جميلة أساء مدافع الاتحاد في قراءتها وتخليصها ليجد ويلهامسون نفسه أمامها سهلة غير أنه لم يحسن تسديدها. وتمثلت مشكلة الهلال في هذا الشوط ببطء حركة لاعبيه، واعتمادهم على المجهود الفردي ما سهل مهمة مدافعي الاتحاد الذين لعبوا بجدية كبيرة في استخلاص كل الكرات, فيما بالغ نيفيز وياسر القحطاني بالتسديد من مسافات بعيدة. ونجح مدرب الاتحاد، الأرجنتيني أنزو هيكتور بتسيير مهام خطوطه الثلاثة فتفوق فريقه تكتيكياً على مستوى تخليص الكرات والارتداد السريع. وبادر الاتحاد بالأسبقية والضغط على مناطق الهلال الخلفية في الشوط الثاني، وبدأت أطرافه على وجه التحديد تتحرك بسرعة وفاعلية، فسرّع الأداء ونوع بين تحركات زيايه ونور في العمق, فيما تبادل لاعبو وسطه الكرات بصورة أفضل، وهدد مرمى العتيبي بهجمات متتالية، فيما كان الهلال يدفع خطوط الاتحاد للتراجع إلى الخلف بصورة مركزة مستثمراً المهارات الفردية، وكان مهاجموه يتحينون الفرص, لكن هذا الضغط المركز نتج عنه فرصة تسجيل هدف السبق للفريق الأصفر من خلال ضربة جزاء مستحقة احتسبت له من قبل الحكم غونزاليس بعد كرة اقتحم نور خلفها بذكاء ليضطر ماجد المرشدي إلى إعاقته بشكل واضح ليتقدم نور نفسه لتنفيذ ركلة الجزاء لكن بشكل غريب حيث أوهمه العتيبي الذي تصدى لها ببراعة. ومع دخول المباراة إلى وقتها الإضافي زاد إصرار الفريقين على الإقفال فندرت الفرص الحقيقية على الرغم من المحاولات الجدية من الطرفين، مع تحرك ذكي وخطر لهشام بوشروان عبر الأطراف الهلالية، ليدفع مدرب الاتحاد بمهاجمه نايف هزازي قبل 10 دقائق من النهاية في محاولة للضغط الهجومي بثلاثة عناصر هم زيايه وبوشروان والهزازي مع تحرك نور خلفهم، لكن ذلك لم يمنع ياسر القحطاني من إرسال كرة قوية داخل منطقة الجزاء أبعدها دفاع الاتحاد الذي عانى الأمرين أمام ضغط هلالي كاد أسامة هوساوي يستثمره بتقدم مفاجىء لكن الكثافة الاتحادية قتلت محاولته. ومع وصول المباراة إلى دقائقها الأخيرة مال اللاعبون إلى الخشونة قليلاً في الأداء بعدما بلغوا قمة الإرهاق في آخر لحظات الموسم فكثرت الصافرات والتوقفات التي لم تنهها سوى صافرة اللجوء إلى ركلات الترجيح التي سبقها تبديل اتحادي بخروج مناف أبو شقير واشتراك التونسي أمين الشرميطي.