تحول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق إلى مأزق سوري بعدما أدخل النظام أبناءه طرفا في الصراع، إذ دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى تمكين الهاربين من مواطنيه من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، في حين تجري مفاوضات بين الجيش الحر والجيش النظامي لتحييد المخيم عن القتال. وفيما أصبح اللاجئون إلى لبنان أزمة لبنانية في ظل الانقسام الحكومي بين مؤيد للثورة ومؤيد للنظام، أطلقت الأممالمتحدة نداء للحصول على 1.5 مليار دولار حتى يونيو المقبل، لمساعدة نحو مليون لاجئ سوري، و4 ملايين آخرين متضررين. وقالت الأممالمتحدة في بيان إن "النزاع يزداد وحشية وعشوائية ويزيد كثيراً من معاناة" السكان المدنيين.
حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأممالمتحدة والمجتمع الدولي على تمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من القتال في سورية من دخول الأراضي الفلسطينية، فيما تجري مفاوضات لإخراج المقاتلين من مخيم اليرموك في جنوبدمشق وتحييده عن النزاع. وذكرت حركة "فتح" أن نحو 90% من سكان مخيم اليرموك قد شردوا من منازلهم، وأن الآلاف منهم قد عبروا الحدود اللبنانية إلى المخيمات الفلسطينية هناك، مشيرة إلى أن" من تم تشريدهم من مخيم اليرموك يقدرون بأكثر من مئة ألف لاجئ فلسطيني هم اليوم بلا مأوى ولا غذاء". وذكرت اللجنة المركزية لحركة فتح أن أكثر من 800 فلسطيني قتلوا في سورية خلال الصراع. يذكر أن نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في 10 مخيمات للاجئين في سورية. وفي سياق متصل ارتفعت أعداد النازحين من مخيم اليرموك إلى لبنان أمس مع وصول 2800 نازح فلسطيني عبر نقطة الحدود في المصنع، توزعوا على مخيم الجليل في البقاع ومخيم البداوي في الشمال. وقام وفد من تيار "14 آذار" بزيارة السفارة الفلسطينية في بيروت، حيث تم البحث في إمكانية تأمين احتياجات النازحين، فيما ترددت معلومات عن زيارة للمبعوث الدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي قريبا إلى بيروت لتفقد أوضاع النازحين. وتسببت أزمة نازحي مخيم اليرموك بجدل داخلي في لبنان، حيث دعت شخصيات معارضة إلى مساعدة النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان، معتبرة أن قضيتهم أصبحت قنبلة اجتماعيّة- سياسيّة. وشددت على "وجوب عمل الحكومة على توجيه أنظار المنظمات الدوليّة لتوفير مقومات الحياة لهؤلاء وعدم النأي بالنفس والحياد عن محاولات إقحام لبنان في الصراع القائم". ومن جهته أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال جلسة لمجلس الوزراء، "استمرار سياسية النأي بالنفس تجاه ما يحصل في سورية"، مشددا على أن الحكومة اكتسبت احترام المجتمع العربي والدولي وأسقطت عمليا ما سيق ضدها من اتهامات ونعوت. إلى ذلك تدور مفاوضات لإخراج المقاتلين من مخيم اليرموك، بعدما شهد غارات جوية واشتباكات بين معارضين وموالين للنظام. وأبلغ مصدر فلسطيني أن "تنظيمات فلسطينية محايدة تخوض حاليا في مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم"، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات "لم تصل حتى الساعة إلى نتيجة".