يتوجه الناخبون المصريون اليوم للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، في وقت أكملت فيه الجهات المختصة كافة استعداداتها. وشاب الغموض مشاركة المعارضة في الاستفتاء، فبينما أكد رموز المعارضة مشاركتهم ودعوا أنصارهم إلى التصويت ب"لا"، أكد معارضون آخرون أنهم لن يعترفوا بنتائج الاستفتاء ما لم تتوفر عناصر النزاهة. وتحفظت على مبدأ إقامة الاستفتاء على مرحلتين يفصل بينهما أسبوع كامل، وقالت ذلك "مخالف لنصوص القانون"، وطالبت بأن يتم ذلك في يومين متتالين. وأشارت إلى أنه تم الطعن أول من أمس بقرار الاستفتاء على مرحلتين أمام القضاء الإداري. كما دعا رئيس حزب الدستور محمد البرادعي الرئيس محمد مرسي إلى إلغاء الاستفتاء على مشروع الدستور. وأكد أن المضي قدما في الاستفتاء سيؤدي إلى عدم الاستقرار. وأضاف أن إعادة تفعيل دستور عام 1971 لحين تشكيل جمعية تأسيسية جديدة تمثل الشعب المصري لوضع دستور توافقي. إلى ذلك تجمع المئات من المثقفين والفنانين بميدان طلعت حرب حيث توجهوا في مسيرة إلى ميدان التحرير، وأعلنوا رفضهم للاستفتاء الدستوري. وانتقد المشاركون مشروع الدستور قائلين إنه لا يعبر عن تطلعات المصريين إلى العدل والحرية. وفي مقابل ذلك تظاهر آلاف الإسلاميين أمام مسجد رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر لتأييد الرئيس محمد مرسي والدستور الجديد. من جانبها دعت وزارة الداخلية المواطنين المصريين المشاركين في عملية الاستفتاء على الدستور إلى الحرص على ضمان أمن وسلامة الجميع، والتعبير عن الآراء في إطار قيم الديموقراطية التي تحترم الرأي والرأي الآخر. وأكد المتحدث باسمها اللواء أسامة إسماعيل في بيان صدر اليوم أن جهاز الشرطة سيؤدي دوره المنوط به في تأمين عملية الاستفتاء على مشروع الدستور بمرحلتيه وفقًا للقانون، مشددًا على أن الوزارة اتخذت كافة الاستعدادات اللازمة لتأمين عملية الاستفتاء ودون أي تدخل في مجرياتها. وأضاف أن الوزارة قررت نشر نحو 130 ألف ضابط وجندي لتأمين عملية الاستفتاء، بالاشتراك مع قوات من الجيش. إلى ذلك أفاد شهود عيان بسقوط مصابين أمس في اشتباكات بمدينة الإسكندرية بين مؤيدين ومعارضين للاستفتاء في منطقة محطة الرمل بمحيط مسجد القائد إبراهيم. وأضافوا أن الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء استخدمت في الاشتباكات التي تلت هتافات ضد مرسي. كما وقعت اشتباكات مماثلة في مدينة المحلة الكبرى أمام مسجد جاويش بعد اعتراض مصلين على قول إمام وخطيب المسجد بدير العزب في خطبة الجمعة "من لا يقول نعم للدستور فهو كافر".