لم أكن أحبذ أن أسطر بقلمي هذا المقال، لاعتبارات عدة لعل أهمها كوني أحد منسوبي جامعة نجران، والتي تصنف في عداد الجامعات الناشئة عمرا، والمتلهفة للمنجزات هدفا، واثقة الخطى بين قريناتها من الجامعات السعودية، لكن التقرير الصادر من وزارة التعليم العالي عن حصيلة البحث العلمي في الجامعات السعودية كما ورد في صحيفة الوطن بتاريخ 18/ 1/ 1434 والتصنيف المتقدم للجامعة في ذاك المجال، دفعاني إلى أن أسلط الضوء على بعض الأمور ذات العلاقة بهذا المنجز، ولعلي في ذلك أورد بعضا من العناصر التي اسهمت في تبوؤ الجامعة لهذه المكانة، دون أن أحيط بكل الأبعاد وثيقة الصلة من إدارة سخرت كل الإمكانات، إلى جهود أساتذة آمنوا بأهمية البحث العلمي كمكون أساسي من المكونات الوظيفية للجامعات، وامتدادا لما تم الإشارة إليه أورد بعضا من تلك العوامل. - إن الجامعة ماضية قدما في تحقيق التوازن بين الوظائف المتعددة لمؤسسات التعليم العالي، وتدرك أن ذلك ليس بالأمر اليسير، بل يتطلب جهودا دائمة، وعملا متوازنا يرتهن إلى جودة عالية وصولا إلى تحقيق الأهداف المأمولة. - إن جامعة نجران لم تضع يوما من الأيام سقفا تطالعه في سعيها لتحقيق الآمال والتطلعات، فالطموحات لا حد لها، وقد حققت منجزات عدة، وخلال فترة قصيرة منذ نشأتها، ليس فقط على المستوى العلمي، ولكن على المستوى الأدائي، ولعل أحدث تلك الإنجازات فوزها بجائزة أبها في مواقع التعليم الإلكتروني عام1433. - إن الجامعة لا تعبأ بطرق السبل التي تثبت من خلالها تميزها للآخرين ممن يقيمون الأداء، ولا تضع ذلك في أجندتها الخافية أو الظاهرة، بل تعمل لتجعل الآخرين يدركون حجم المنجزات المحققة، ويقيمون التطور الحاصل بما يسهم في رسم الصورة المثلى لمواقع الجامعة، بعيدا عن التجميل. - إن المسؤولين في هذه الجامعة وعلى رأسهم مديرها ووكلاؤها يسعون إلى استثمار الإمكانات المتاحة، ويعملون من أجل التغلب على العوائق التي تواجه منظومة العمل، وصولا إلى بناء مرفق علمي متماسك الأركان، فمعيار النجاح الديمومة، ومقوماته البذل والعطاء، وغاياته الحدث لا الخبر. - إن الجامعة وهي تسابق الزمن لتحقيق الرسالة المناطة، سارعت إلى إيجاد شراكة فاعلة مع عدد من المؤسسات البحثية والعلمية والاجتماعية، تتيح من خلالها خلق الفرص المتساوية لكل المحاور القائمة على بناء تلك الشراكة بالصورة التي تجعل من الجامعة بيئة جاذبة لتوليد وتشكيل المعارف والمهارات والاستفادة من الخبرات المتميزة. - الجامعة وهي تضع في اعتبارها أنها مركز تنويري له إسهامات عدة في البناء المجتمعي علميا وفكريا وثقافيا، فإنها تستمد السعي إلى التكامل من خلال الدعم اللامحدود الذي تتلقاه أسوة بكل قطاعات الدولة، من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله – وولي عهده الأمين ومتابعة من أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك وفق رؤية إسلامية تضع قيم المواطنة الصالحة في الاعتبار، وتسعى إلى تزويد الفرد بمقومات العلم النافع والمعرفة المتجددة. ختاما أؤكد بأن الطموح ممتد، والسعي مبذول، والآمال لا حدود لها، كما أبارك لمعالي مدير الجامعة والمسؤولين فيها هذه الإنجازات المتلاحقة، متمنيا للجميع التوفيق لما فيه خير الوطن والمواطن.