يأتي برنامج مراكز التميز البحثي بجامعة الملك سعود كواحد من البرامج العلمية والبحثية التي تتبناها وزارة التعليم العالي وأطلقتها جامعة الملك سعود لارتياد مرحلة جديدة وقفزة نحو العالمية في مجالات الاهتمام بالبحوث والدراسات العلمية التي تضعها في مكانة عالمية متميزة لتكون قادرة على خدمة الوطن وبرامجه التنموية والحضارية واللحاق بركب التطور العلمي واختزال الهوة البحثية والعلمية مع الدول المتقدمة والإسهام الفاعل في خدمة الوطن في ظل القفزات العلمية الهائلة التي تخطت كل الحدود. وفي ضوء ذلك أكد مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان على أن الدولة تولي وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - اهتماما وعناية كبيرين بالبحث العلمي، حيث تمثل ذلك في دعم العديد من المبادرات وتكريم العديد من الباحثين مشيراً إلى أن دعم البحث العلمي والتقني وتشجيعه لمواكبة التوجه نحو اقتصاد المعرفة يعد من ضمن الأهداف العامة والأسس الاستراتيجية لخطة التنمية الثامنة 1425- 1426ه - 1429- 1430ه.وأضاف إلى أنه في إطار هذا السعي عمدت وزارة التعليم العالي إلى إعلان مبادرة "مشروع مراكز التميز البحثي"، والتي تهدف من خلالها إلى تشجيع الجامعات على الاهتمام بنشاط البحث العلمي والتطوير من خلال دعم توجهات بحثية قائمة أصلا أو حديثة النشأة في الجامعات السعودية، وفي تخصصات ومجالات متعددة، بهدف إبراز نقاط القوة ومجالات التميز فيها ورعايتها وبلورتها في مراكز بحثية لتتولى الصدارة على المستويين الوطني والإقليمي. كما أكد الدكتور العثمان أن الجامعة تهدف من خلال إطلاق مشروع برنامج مراكز التميز البحثي فيها إلى تحقيق ريادة عالمية في شتى التخصصات العلمية من خلال الإبداع والتميز في الأداء، وذلك للإسهام في بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة مشيراً إلى أن هذا التوجه يتواكب مع رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله - حيث إن هذا البرنامج وما يترتب عليه من إطلاق للطاقات الوطنية العلمية المبدعة التي تمتلكها المملكة ومن استقطاب لعلماء متميزين في كل التخصصات العلمية والتعاون مع جامعات عالمية مرموقة للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم المتميزة. ويضيف "نسعى من خلال هذا البرنامج إلى إبراز الدور الريادي والعالمي لمملكة الإنسانية في تشجيع العلم والعلماء، تقديراً لإنجازاتهم في خدمة البشرية، ودفعا لعجلة البحث العلمي وتطويرها في المملكة العربية السعودية". ويأمل مدير الجامعة أن تتبوأ المملكة مكانة عالمية متميزة في الإبداع والابتكار وتحفيز أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب فيها على كافة المستويات، ليكونوا جميعا مواكبين لعصر العولمة ومتغيراته وتحدياته، متمنيا وصول جامعة الملك سعود إلى مصاف الجامعات المرموقة عالميا ومنافسة مثيلاتها في الدول المتقدمة. ومن جانبه قال وكيل جامعة الملك سعود والمشرف العام على برنامج مراكز التميز البحثي الأستاذ الدكتور على بن سعيد الغامدي "إن الجامعة تتجه نحو البحث والتطوير بعد أن كانت المهمة التعليمية في أعلى اهتماماتها" مشيراً إلى أنه منذ تسلم مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان دفة الجامعة وقد حدث تحول من أن تكون الجامعة تعليمية مئة بالمئة إلى الاتجاه نحو البحث والتطوير، فالعملية البحثية لم تكن مهملة بشكل كامل سابقا ولكنها لم تكن المهمة الأولى وذلك بسبب التركيز على الوظيفة التعليمية للجامعة مؤكداً على ضرورة استغلال هذه المرحلة فبرامج كراسي البحوث ومراكز التميز وواحة جامعة الملك سعود العلمية (كسب) كلها تصب في توجه جديد وهو أن تكون للجامعة مساهمة فاعلة في بناء مجتمع المعرفة. وأشار الدكتور الغامدي إلى أن مركز التميز لا يرتبط بكلية معينة فيدخل تحت هذا المركز مجموعة من التخصصات مثل الزراعة والطب والصيدلة ومجالات أخرى لافتا إلى أن هناك برنامج تمويلي مازال قائما يجعل الباب مفتوحا أمام التخصصات المختلفة بطلب التمويل فالمجال مفتوح للجميع، مشدداً على أهمية الشراكة مع الجامعات العالمية والشركات قائلا : لا يمكن أن تحقق الجامعة نجاحا ملموساً دون تحالفات عالمية. ومن جهته أوضح المشرف على لجنة المتابعة لمراكز التميز البحثي الدكتور فهد بن ناصر المجحدي أن مراكز التميز البحثي تهدف إلى الريادة والقيادة في خدمة التخصص في المجتمع المحلي والإقليمي والمساهمة في دعم الإمكانيات البحثية والأنشطة المهنية في التخصص وتطويرها والمبادرة بالأنشطة والمشاريع البحثية اللازمة التي تعزز من دور المركز وتبقيه في مكان الصدارة وتقديم المساعدات الممكنة للجهات والمؤسسات التي تحتاج لخبرة المراكز البحثية والعلمية وإمكاناتها بالإضافة إلى تشجيع العديد من التخصصات وربطها فيما بينها وذلك من أجل تطوير طرق جديدة للتقنيات المختلفة. ودعم الشراكة بين الباحثين والعلماء والجهات الحكومية والخاصة لابتكار تقنيات متطورة وإيجاد بيئة مناسبة لمساعدة الباحثين من أجل حلول ابتكاريه لمشاريع معينة. وأشار إلى أن وظائف مراكز التميز البحثي في بناء قاعدة علمية وبحثية متميزة تمثل نواة بحث متخصص على مستوي متقدم وتوظيف الأبحاث العلمية إلى عمل أفضل الممارسات في مجال التخصص والتنسيق والتدريب والتأهيل لقوى عاملة متخصصة ومنافسة بالإضافة إلى دعم التدريس في التعليم العام والجامعة وتسهيل الانسجام بين التجربة الأكاديمية والعلمية. وأضاف: لقد حققت جامعة الملك سعود الكثير من الانجازات على مدى 50عاما مضت، لكن الجامعة لديها طموحات واسعة، موضحاً أن الجامعة قامت بوضع خريطة طريق للوصول إلى العالمية معتمدة على مزج التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد الوطني في خطة التنمية مع التجارب العالمية لأكثر من 98جامعة عالمية مرموقة في 11دولة متقدمة من أجل القيام بدور محوري مهم يسهم في تبوء المملكة مكانة عالمية في إنتاج المعرفة وتصديرها. الجدير بالذكر أن جامعة الملك سعود قامت بتعيين وحدة لمتابعة عمل مراكز التميز البحثي بالجامعة لتقوم بفحص طلبات عروض إنشاء مراكز تميز بالجامعة ووضع معايير وضوابط معينة يتم من خلالها اختيار أفضل العروض بما يميز هذه المراكز ويرفع من سمعة الجامعة العلمية وتميزها.