أسدل مهرجان مراكش السينمائي العالمي الستار بعد أيام استثنائية عاش خلالها ضيوف الدورة 12 لحظات رائعة تميزت باحتفالية سينمائية تباينت بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم ودروس في السينما ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة. وكرم مهرجان مراكش الذي اختتم أعماله أمس المخرج الأميركي الحاصل على عدة جوائز أوسكار جوناثان ديم، حيث قدم الممثل البريطاني الكبير تيرينس ستامب تذكار المهرجان للمخرج الأميركي المعروف بفيلميه "صمت الحملان" و"فيلادلفيا" واصفا إياه بالمبدع. وأعرب جوناثان ديم عن سعادته بالتكريم في هذا المهرجان الذي يعكس قوة سينمائية واعدة في المغرب جسدها الفيلمان المغربيان المشاركان في المسابقة. يذكر أن المخرج الأميركي فاز عن فيلمه "صمت الحملان" الذي قام ببطولته أنتوني هوبكينز وجودي فوستر بخمس جوائز أوسكار، من بينها جائزة أحسن مخرج وأحسن ممثل لأنتوني هوبكينز، وأحسن ممثلة لجودي فوستر، كما قاد توم هانكس للفوز بجائزة أحسن ممثل في فيلم "فيلاديلفيا". ورشح النقاد عددا من الأفلام للفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان، منها "رحلة صيد" من الأرجنتين، و"يا ولد" من ألمانيا، و"طابور" من إيران، و"الهجوم" من لبنان، و"يا خيل الله" من المغرب. كما أثنى النقاد بشدة على فيلم "زيرو" للمخرج المغربي نور الدين الخماري الذي يحتفي بالخلاص وإمكانية التغيير نحو الأفضل من خلال الحب وإعادة النظر في الذات. واعتبر النقاد أن الخماري نجح في الإعلاء من شأن الإرادة الإنسانية والحب في هذا التغيير والوصول إلى الخلاص الإنساني من واقع اجتماعي صعب. وأثار الفيلم اهتمام النقاد وتباينت الآراء حوله بين من اعتبر أنه ينتقد المجتمع الذي يتعامل مع الشباب بشكل محبط ويحولهم مع مرور الوقت إلى أصفار فاشلة، رغم أن طاقاتهم الكبيرة قد تغير وجه المجتمع للأفضل، وبين من يرى أنه يوظف لغة حوارية "سوقية مبتذلة وبذيئة وصادمة للعقل الجمعي". وتدور أحداث الفيلم حول قصة شرطي بسيط يعيش حياة روتينية ومبتذلة يقضيها في تلقي شكايات المتظلمين أو التجول في شوارع مدينة الدارالبيضاء. ويقرر "زيرو" بعد لقائه بالدكتورة كنزة التي ستوقد بهجة الحب في روحه تدشين مرحلة جديدة وطي صفحة الماضي ومواجهة مافيا الفساد التي توحشت بالمال والسلطة.