شارك ألوف المصريين اليوم في مظاهرات مناهضة للرئيس محمد مرسي أطلق عليها منظموها اسم جمعة "الكارت الأحمر" بعد أيام من مظاهرات شارك فيها عشرات الألوف باسم "الإنذار الأخير". ونشبت في مصر أكبر أزمة سياسية منذ انتخاب مرسي بعد إعلان دستوري أصدره الشهر الماضي حصن من رقابة القضاء قرارات الرئيس وقوانين أصدرها وجمعية تأسيسية كتبت مشروع دستور للبلاد ومجلس الشورى الذي يهيمن عليه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وغلب الإسلاميون أيضا على الجمعية التأسيسية التي انسحب منها يساريون وليبراليون وممثلو الكنائس الرئيسية المصرية الثلاث قائلين إن مشروع الدستور الذي تكتبه لا يمثل التنوع المصري ويقوض تداول السلطة من خلال تطبيق صارم مرجح للشريعة الإسلامية. وقتل سبعة وأصيب مئات آخرون في اشتباكات بين مؤيدين لمرسي ومعارضين له استمرت ساعات يومي الأربعاء والخميس في حرب شوارع قرب قصر الرئاسة في شرق القاهرة. وشدد معتصمون في ميدان التحرير الذي كان بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك إجراءات التفتيش في مداخل الميدان التي وضعوا فيها حواجز حديدية وأسلاكا شائكة. ووضعت في أحد المداخل لافتة كبيرة كتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام". ومن بين ألوف المتظاهرين الذين احتشدوا في الميدان تطوف مجموعات به مرددة هتافات مناوئة لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وتوجهت عدة مسيرات إلى قصر الرئاسة الذي أقامت قوات من الجيش حائطا من الكتل الخرسانية في شارع يؤدي إليه وأقامت حواجز من الأسلاك الشائكة في الشوارع الأخرى في محيطه بحسب تقارير وسائل إعلام محلية. ووجه مرسي في كلمة إلى الشعب أمس دعوة لحوار وطني لكن كتلة المعارضة الرئيسية رفضت الدعوة اليوم. وقال رئيس حزب المصريين الأحرار أحمد سعيد إن جبهة الإنقاذ الوطني التي يشارك فيها حزبه ترفض الدعوة. وتضم الجبهة التي تشكلت بعد إصدار الإعلان الدستوري حزب الدستور الذي يتزعمه السياسي البارز محمد البرادعي وحزب المؤتمر الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى وتحالف التيار الشعبي الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي وحزب الوفد الليبرالي بجانب حزب المصريين الأحرار وحركات سياسية. وانطلقت مسيرة من مبنى نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير تقدمتها صورة للمصور الصحفي الحسيني أبو ضيف الذي أصيب في الاشتباكات قرب قصر الرئاسة ويرقد في المستشفى بين الموت والحياة. وتعمقت الأزمة بدعوة مرسي يوم السبت الماضي الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور يوم 15 ديسمبر كانون الأول. وقال مرسي في كلمته أمس إن استفتاء الناخبين على مشروع الدستور سيمضي كما هو مقرر. وكان معارضون أضرموا النار أمس الخميس في المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في هضبة المقطم بالقاهرة وهوجمت مقار عديدة للجماعة وحزبها في القاهرة ومدن أخرى في الأيام الماضية. وقال مينا ثابت (24 عاما) وهو ناشط قبطي في التحرير "الحشود اليوم تطالب بشيء واحد هو إسقاط النظام. خرجنا منذ أسبوعين وطالبنا بسحب الإعلان الدستوري وأمام عناد الرئيس لن نقبل الآن سوى إسقاطه". وقال رفعت محمد وهو طالب جامعي "كان السبب في خروج الناس اليوم خطاب الرئيس مرسي. كنا ننتظر أن يخرج الرئيس بما يهدئ الشارع ولكنه ظل في عناده غير مستمع لمطالب المحتشدين في ميدان التحرير منذ أسبوعين". وشارك ألوف المعارضين في مسيرة بمدينة الإسكندرية الساحلية رددوا خلالها هتافا يقول "الشعب يريد إعدام الرئيس" و"يا بلدنا ثوري ثوري مش عايزين إعلان دستوري". وشارك مئات المعارضين في مسيرات بمدينة دمياط الساحلية مرددين هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان. وقال شاهد عيان من رويترز في مدينة كفر الشيخ شمالي القاهرة إن اشتباكات بالرصاص وطلقات الخرطوش والأسلحة البيضاء والحجارة اندلعت بين مؤيدين لجماعة الإخوان ومعارضين لها في المدينة. وأضاف أن الاشتباكات تدور أمام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ومقر الجماعة القريب منه وأن حالة من الذعر سادت المدينة. وشارك العشرات في مظاهرات مناوئة لمرسي في مدينة السويس على البحر الأحمر.