ارتفعت وتيرة النقاش في الجلسة الثالثة من ندوة العلاقات العربية الإيرانية في الخليج التي ينظمها منتدى العلاقات العربية الدولة بالدوحة أمس، وامتدت الجلسة لأكثر من ساعة بعد نهاية وقتها المحدد لأخذ مداخلات الحضور ورد المحاضرين عليها. وقد كان الباحث الإماراتي عبدالخالق عبدالله قد تحدث في ورقته عن الأسس الحاكمة للعلاقات العربية الإيرانية بجرأة، متهماً إيران يتحمل مسؤولية تدهور العلاقات العربية الخليجية، مستدلاً على ذلك ب11 نقطة منها: عدم احترام إيران لدول الخليج، وتدخلها في شؤون دول الخليج بشكل يومي، واحتلال جزر الإمارات، تكرار التهديد والوعيد اليومي لدول الخليج من ساسة إيران، وافتعال إيران للمعارك مع دول الخليج، واتهام إيران لدول الخليج بالعمالة والتآمر ضدها، وتحويل إيران المنطقة إلى ساحة لتصفية الحسابات، وإصرارها على أن تكون شرطي المنطقة، وزجها لدول الخليج في سباق التسليح الذي يوتر المنطقة، إضافة لعدم وضوحها، وفرض نفسها كعاصمة للشيعة من كل مكان. وختم عبدالخالق عبدالله حديثه باحترام إيران وتاريخها وحضارتها، مشيراً إلى كونها خطر على جيرانها في الوقت الحاضر، متمنياً ألا تتحول إلى كوريا شمالية في المنطقة. وجاء تعليق المسؤول السابق في الملف النووي الإيراني سيد حسين موسويان على ورقة عبدالخالق بانتقاد اللغة العدائية لإيران، واصفاً إياها باللغة الشبيه بلغة نتنياهو، نافياً كثير مما جاء فيها منها احتلال إيران للجزر الإماراتية واصفاً ذلك بالخلاف عليها، متهماً دول الخليج بالتآمر على إيران والتحريض ضدها حسب وثائق ويكليكس، قائلاً: "هذا المنتدى جاء لتقريب وجهات النظر وليس لزيادة الفرقة". فرد عبدالخالق بأنه لم يخالف الحقيقة فقط كان جريئاً، معتبراً أن من جاء لمصلحة الخليج وإيران لابد أن يقول رأيه والحقيقة بجرأة وشجاعة. إلى ذلك، تحدث الباحث مهران كمرافا في ورقته عن الحوار الإيراني الخليجي، مشيراً إلى أن كلمات الساسة الإيرانيين جزء من سبب الأزمة، معتبراً أن إيران لا تتحدث بصوت واحد، فهناك أطراف متعددة ولكل طرف أجندة وهذا يخلق نوع من الصعوبة في التعامل معها. وذكر الدكتور سعود الفنيسان في ورقته أنه ليس بين السنة والشيعة عداء في التاريخ، معتبراً أن الصدام الحالي بدأ من الثورة الإيرانية وظهور الدولة الإيرانيةالجديدة، لأن المذهب وصل قمة السياسة فيها. وأشار إلى أن إيران تستخدم المذهب في سياستها وتسعى لتصديره إلى الخليج، داعياً إلى حوار بين علماء إيران وعلماء الخليج العربي. ووجدت دعوة الحوار تأييداً من بعض المداخلين، بينما اعتبر بعضهم أن الحوار بدأ من الطرف الخليج منذ عدة سنوات إلا أن إيران لا تبدي تجاوباً في ذلك. وتحدث الباحث العراقي حيدر سعيد في ورقته عن إيران في المخيال العربي، وجاء الباحث في الشأن الإيراني حسن العمري في ورقته عن تأثير مكونات الهوية الإيرانية في سياسة إيران الخارجية تجاه المنطقة، مشيراً إلى النزعة المذهبية في تعامل إيران مع دول الخليج.