تحت وقع هتافات المصلين الرافضين لقراراته، اضطر الرئيس المصري محمد مرسي للخروج مسرعاً وسط حراسه من مسجد "الشربتلي" بالقاهرة، حيث كان يؤدي صلاة الجمعة أمس. وكان ميدان التحرير قد شهد أمس مسيرة حاشدة بمشاركة القوى المدنية والمستقلين، تعبيرا عن رفضهم للإعلان الدستوري فيما يستعد أنصار "الإخوان" لمسيرة مليونية اليوم. وفي غضون ذلك يتوقع أن يصادق مرسي اليوم على وثيقة الدستور الجديد. من جهته دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ "العقلاء" في مصر للقيام بدورهم وتهدئة الفرق المختلفة لتجنيب البلاد ما لا تحمد عقباه. احتشد عشرات الآلاف من المصريين أمس في ميدان التحرير بالقاهرة وبعدة مدن أخرى للمشاركة في مظاهرات احتجاج ضد الرئيس محمد مرسي بعد ساعات من انتهاء الجمعية التأسيسية من كتابة مسودة دستور تأمل جماعة الإخوان المسلمين في أن تنهي أزمة الإعلان الدستوري. وردَّد المتظاهرون الذين بدأوا اعتصاماً منذ صدور الإعلان هتافات مناوئة للحكومة. وسيطر بعض أعضاء المنظمات المدنية على مداخل الميدان وأقاموا حواجز حديدية وطلبوا من المقبلين إليه إبراز بطاقات الهوية. كما أنشأوا 3 أبراج مراقبة في طرفين من الميدان وداخله رغم أن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت تغيير مكان مظاهرة مؤيدة لمرسي اليوم وقررت إقامتها أمام جامعة القاهرة على مسافة كيلومترات من التحرير. كما نظمت أمس مظاهرات مناوئة لمرسي في مدن بشمال وجنوب البلاد ومنطقة قناة السويس. وأعلن كل من رئيس حزب الدستور محمد البرادعي والمرشحين الرئاسيين السابقين حمدين صباحي وعمرو موسى اعتصامهم بشكلٍ شخصي في الميدان رفضاً للإعلان الدستوري، وهو ما قوبل بهتافات وتصفيق جموع المتظاهرين. وألقى البرادعي بياناً من فوق المنصة الرئيسة محدداً 4 مطالب رئيسة هي اعتبار الإعلان الدستوري فاقداً للشرعية من حيث الشكل والمضمون، وضرورة التوافق على لجنة تأسيسية تضم أطياف الشعب كافة لإقرار دستور يؤسس نظام ديموقراطي حقيقي، والعمل على مواجهة الاستقطاب الذي يضرب استقرار البلاد، وتحميل مرسي مسؤولية ما قد يترتب على ذلك من تداعيات ربما تضع المشروعية الدستورية على المحك، مشيراً إلى أن شرعية النظام تتآكل ساعة بعد الأخرى. بدوره قال موسى "لن يهدأ الشعب حتى يتم الاستماع إلى مطالبه"، وطالب مرسي بأن يعمل على لم شمل المواطنين وإيقاف حالة الاستقطاب، وأضاف "أكبر خطأ وقع فيه النظام السابق هو عدم الاستماع إلى مطالب الشعب، وهو ما يحدث الآن في مصر بعد الثورة". من جهته قال رئيس حزب الوفد سيد البدوي، خلال اجتماع موسع لجبهة الإنقاذ الوطني مساء أمس إنه جارية دراسة اتخاذ الخطوات التصعيدية لإسقاط الإعلان. وأضاف أن القوى المدنية ستدرس الخطوات المقبلة، محاولين استخدام العقل والحكمة، خاصة بعد إصرار الرئيس على قراراته الأخيرة. وكان خطيب الجمعة بالميدان قد هاجم الإعلان وقال إنه "مخطَّط أميركي يتاجر بدماء الشهداء"، وانتقد القوى الإسلامية قائلا إنها "حرَّمت على الثوار الخروج على الحاكم قبل ثورة 25 يناير وتُحرِّم الخروج عليه الآن". وتحركت 3 مسيرات ضخمة من أمام بعض المساجد باتجاه التحرير للمشاركة في التجمع، ووقعت اشتباكات محدودة بالأيدي وملاسنات بمدينة الجيزة بين متظاهرين ومنتمين لتيار الإسلام السياسي. وتعهد تحالف لجماعات المعارضة المصرية باستمرار الاحتجاجات، وقال "إن العصيان المدني ممكن" في مواجهة ما قال إنها "محاولة لاختطاف مصر". إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية أن عدد الذين ألقي القبض عليهم بتهمة إثارة الشغب منذ بداية الأحداث بلغ حتى الآن 765 شخصاً، من بينهم 16 شخصا لهم سوابق جنائية، وأن عدد المصابين وسط قواتها بلغ 522 ضابطاً ومجنداً، من بينهم 53 إصابة بالخرطوش، و8 إصابات حروق، فضلاً عن إتلاف 22 مركبة شرطة.