يرتبط النجاح بالطموح والمثابرة والتحدي، وهذا ما سعى له الكثير من المبتعثين، إذ لم تكتف الأغلبية بالتعليم الممنوح لهم، بل كانت نظرتهم تتطلع إلى الأفضل ورفع اسم المملكة في المحافل العلمية والتعليمية، وإثبات قدراتهم التعليمية، ومجاراة طلاب العلم في العالم. ولم ينحصر ذلك على الشباب فقط، بل كان للطالبات تجارب ناجحة، حيث استطعن النجاح في كافة المجالات، وتصدرت أخبارهن صحيفة المبتعثين MVR المتخصصة في نشر أخبارهم بجميع قنواتها الاجتماعية. ومن النجاحات التي برزت مؤخرا ما حققته باحثة الدكتوراه السعودية سمر صابر طردي، والتي شاركت في المؤتمر المقام في جامعة "ترنت" بمدينة نوتنجهام البريطانية، وقدمت خلاله بحثها الذي يتمحور حول أمن الطاقة في المملكة، وعلى ذلك تم اختيارها كأفضل مشاركة، ومن ثم تم ترشيحها لتمثيل الجامعة في مسابقة تضم عددا من الجامعات البريطانية المعروفة. وسعت طردي ببحثها كما تقول إلى إثبات أن "المرأة السعودية تسعى دائما نحو تحقيق ما يشرف وطنها؛ حيث إن ابتعاثها للخارج لا يقتصر على حدود الدراسة والحصول على الدرجة العلمية، بل إن الأهم هو ما سيتذكره العالم عن المرأة السعودية من خلال إنجازات السعوديات بعد عودتهن إلى أرض الوطن". أما الطالبة بالسنة الثانية بمرحلة الدكتوراه بجامعة بريستول حفصة فلاتة فكانت بصمتها عبارة عن دراسة أصبحت ضمن 350 بحثا علميا تتعلق بالسرطان، وتمت مناقشتها كبوستر في مؤتمر علمي عالمي عن أحدث أبحاث السرطان في العالم. وللشباب أيضا نجاحات مميزة، إذ نجح الطالب المبتعث لدراسة الطب بالصين عوض مستور الحارثي في الفوز بمنحة بحثية من قبل جامعة تيانجين الطبية في أمراض القلب وجراحته، وكانت الجامعة قد رشحت 37 طالبا للمنافسة لخوض تجربة البحث ليفوز بها طالب واحد، وينقسم البحث إلى أمراض القلب، وجراحته، وأمراض الثدي، وأجرت الجامعة منافسة للمفاضلة بين المتقدمين ليختاروا طالبا واحدا فقط يقوم بعمل بحث عن القلب وجراحته، وكان الحارثي ضمن المرشحين، ليكون الطالب العربي والمسلم الوحيد في المنافسة، ليفوز مؤخرا على أقرانه بالجامعة من جميع دول العالم، ونال منحة البحث التي تستمر لمدة سنة. في الاتجاه نفسه حصد 49 مبتعثًا من بريطانيا جوائز تقديرية استثنائية، وقدموا بذلك نماذج حية لهمة وتطلع الشباب السعودي للمستقبل، وهو الأمر الذي يحقق الهدف والغاية من وراء برنامج الابتعاث الخارجي. ولم تنحصر الإبداعات في الطب فقط، بل حصل المبتعث يزيد الشهراني، الذي يدرس البكالوريوس في هندسة الأنظمة الكهربائية في جامعة كوفنتري، على جائزة IET ، كأفضل طالب في قسم الهندسة، وهي جائزة تمنح من قبل جمعية الهندسة والتقنية البريطانية بالتنسيق مع الجامعة. وتعددت إنجازات المبتعثين إلى دولتي بريطانيا وأيرلندا في مختلف المجالات العلمية، ومنها اكتشاف أحدهم جينات مسببة للسرطان غير معروفة، والإسهام في كشف علاجات جديدة وفعالة في تسريع التئام الجروح، وتطوير تقنية البصمة الإلكترونية لاستخدامها في إدارة نظم الإنترنت، كما حصل عدد من الطلاب على براءات اختراع وجوائز تميز في بعض المحافل والجمعيات العلمية الدولية مثل الجمعية الدولية للطاقة الهيدروجينية، ومعرض إيينا الدولي للاختراعات، والمجلس العلمي.