طالب مبتعثون في بريطانيا الخطوط العربية السعودية بزيادة خطوط طيرانها لتصل إلى عدد من المدن، وخاصة التي تكتظ بالطلاب والطالبات السعوديين، حيث يشتكي هؤلاء الطلاب من هبوط "السعودية" فقط في مطار هيثرو في العاصمة لندن، مما يضطر آلاف منهم إلى الحجز الداخلي لمواصلة رحلاتهم إلى الوجهات النهائية، أو السفر على خطوط طيران أخرى تصل مباشرة إلى المدن التي يدرسون ويقطنون فيها. وتتكون بريطانيا من أربع دول هي إنجلترا، وأسكتلندا، وويلز، وإيرلندا الشمالية، ويتوزع المبتعثون على هذه الدول الأربع، وليس فقط لندن. ويعتقد طالب الدكتوراه محمد العيد أن موضوع سفر الخطوط السعودية إلى مدن أخرى غير لندن مهم للغاية، نظرا لحاجة آلاف المبتعثين الذين يعانون من الوجهة الواحدة وهي لندن، خاصة في ظل انتشار آلاف المبتعثين في عدد كبير من المدن البريطانية، والتباعد بين لندن وباقي المدن التي يقصدها الطلاب السعوديون، الأمر الذي يضطرهم إلى السفر إلى لندن أولا، ثم الحجز عبر إحدى الشركات الداخلية لمواصلة الرحلة". ويضيف أن "الانتظار في لندن مرهق للغاية، حيث يضطر المبتعث إلى استلام حقائبه داخليا في مطار هيثرو، ومن ثم شحنها مرة أخرى إلى الوجهة النهائية، مما يستهلك جهدا ووقتا كبيرين، وخاصة من المسافرين مع زوجاتهم، وأطفالهم". ويتطرق العيد إلى مشكلة أخرى وهي الاكتظاظ، وشدة الزحام، وتأخر إجراءات الدخول في مطار هيثرو العالمي، والتي قد تتسبب في فوات الرحلات الداخلية إلى باقي المطارات البريطانية، الأمر الذي يرغم كثيرا من المبتعثين على عدم السفر من خلال هذا المطار، والحجز على شركات طيران خليجية أخرى تصل مباشرة إلى مدن أخرى". ويقترح العيد على الخطوط السعودية مد رحلاتها إلى عدد من المطارات الأخرى، والتي قد تكون مناسبة للمبتعثين، نظرا لتوافر المواصلات المريحة والسريعة للانتقال منها وإليها، ويقول" أقترح على الخطوط السعودية تنظيم رحلات إلى مطار العاصمة الأسكتلندية أدنبرة، والذي يرتبط بشبكة قطارات كبيرة تصل إلى عدد من مدن الشاطئ الشرقي البريطاني، بدءا من مدينة يورك، مرورا بمدينتي درم، ونيوكاسل في الشمال الإنجليزي، كما أن هناك شبكة مواصلات حديثة تربط مطار أدنبرة بعدد من مدن أسكتلندا الأخرى، وأهمها مدن جلاسغو، ودندي، وستيرلنج، وأبردين في الشمال الأسكتلندي". ويشير إلى أن "غالبية المبتعثين في أسكتلندا يوجدون في أكبر مدينتين، وهما أدنبرة، وجلاسغو، ولا يفصل بينهما سوى 70 كم تقريبا، ولذلك يفضل هؤلاء الطلاب رحلات دولية مباشرة إلى إحدى هاتين المدينيتن، بدلا من تخصيص السعودية لأكثر من رحلة يوميا إلى لندن فقط". ويقترح العيد أيضا تنظيم رحلة دولية مباشرة إلى مطار مدينة مانشستر، والذي يخدم أغلب مدن الوسط البريطاني، حيث كانت "السعودية" تسير رحلات مباشرة إليه سابقا، إلا أنها توقفت بسبب عزوف الطلاب عن الحجز عليها لتوقفها في أكثر من مطار دولي، وهو ما أتعب كثيرا من المسافرين عليها حسب تجربة عدد من الطلاب. وقال العيد إن هناك عددا من الخطوط الأخرى التي تخدم المسافرين من السعودية إلى باقي المدن البريطانية كالخطوط الهولندية، والتركية، والقطرية، والإماراتية، إلا أن هذه الخطوط تتوقف في دولها، وتصل ساعات الانتظار إلى 9 ساعات أحيانا، إلا أنها تسافر إلى مدن بريطانية كثيرة، ولا يضطر الطالب السعودي إلى المرور بمطار هيثرو". ومن مدينة غلاسغو يقول طالب الماجستير نواف، والذي يسافر برفقة عائلته إنه اضطر إلى الحجز على طيران "الاتحاد" كونه يصل مباشرة إلى مطار غلاسغو، دون الحاجة إلى المرور، والتوقف، واستلام الحقائب، وشحنها مرة أخرى من لندن، حيث تقدر المسافة بين المدينتين بأكثر من 650 كم، مشيرا إلى أن غلاسغو مدينة تمتلئ بالسعوديين بسبب وجود أكثر من جامعة فيها، وقربها من مدينة أدنبرة. ويرى طالب الماجستير مشعل (من مدينة مانشستر) أنه "ليس بالضرورة توفير رحلات طيران مباشرة إلى أي مدينة بريطانية، وأن الخطوط السعودية بوسعها التوقف في لندن قبل مواصلة رحلتها إلى الوجهة البريطانية الأخيرة، بشرط عدم نزول المسافرين، وتغيير الصالة، واستلام الحقائب، وشحنها مرة أخرى في مطار هيثرو الكبير والمكتظ بالمسافرين من جميع دول العالم". يذكر أن شركة طيران الإمارات تسافر إلى عشرة مدن بريطانية، وتهبط طائرات طيران "الاتحاد" في إحدى عشر مدينة بريطانية، بينما تصل شركة الخطوط القطرية إلى عدد من المطارات البريطانية المهمة، بينما تسافر "الخطوط السعودية" إلى مدينة واحدة فقط وهي لندن.