أنعشت برودة الطقس التي بدأت تجتاح العاصمة تدريجيا ابتداء من الأسبوع الماضي، نشاط عمالة نقل وتكسير"الحطب" الذين يطلبون مبالغ كبيرة لا تقل كثيرا عن سعر شراء الحطب الذين يقومون بنقله لأفنية المنازل وتكسيره إلى قطع صغيرة تستطيع استيعابها مواقد النار التي يوضع فيها. ورصدت "الوطن" خلال جولتها هذا الأسبوع في عدد من أحياء العاصمة أكواماً من أخشاب وأعواد الحطب أمام عدد من المنازل وداخل أفنيتها وأخرى على سطوح ملاحقها في مشهد سنوي ينعش نشاط بيع الحطب، وأوجد ذلك عملا إضافيا ل"عمالة الشوارع" بحسب أحدهم ويدعى رجدي خان الذي قال ل"الوطن" إنه واثنين من أبناء جلدته يطلبون 1000 ريال مقابل تنزيل حمولة شاحنة صغيرة محملة بالخطب ثم يقومون بتكسير الأعواد إلى قطع صغيرة كي تستوعبها مواقد النار الضيقة التي يصممها كثير من السكان في ملاحق خارجية تخصص للتدفئة و"شبة النار" أيام الشتاء، لافتا إلى أن برد العاصمة ساهم في انتعاش نشاط العمالة العاملين في مجال تحميل وتنزيل وتكسير الحطب ونقله لأفنية المنازل وملاحقها الخارجية. أما نشاط بيع الحطب فانتعش هو الآخر حيث يعرض في ساحات مخصصة لتسويقه في عدد من الأحياء وعلى بعض الطرق المؤدية للمتنزهات البريّة ويقبل عليه زبائنه تحسبا لبرد الشتاء القارس في العاصمة. كما تعرض حمولات من الحطب في سيارات قديمة أمام بعض الجوامع والمساجد وتباع حمولة البيك أب "الوانيت" الصغير ابتداء من 700 ريال، وهو سعر قال عنه البائع محمد الرشيدي إنه سعر منخفض حاليا وقابل للارتفاع مع دخول برد الشتاء حينما يزداد الطلب على الحطب المحلي، لافتا إلى أنه يعرض حطب السمر الذي يعتبر من الأنواع الجيدة التي يحرص على اقتنائها السكان إلى جانب أنواع أخرى كالغضا والطلح وغيرها. وبسؤاله عن التنظيم الذي أصدرته وزارة الزراعة بشأن منع الاحتطاب، أشار إلى أن التضييق على باعة الحطب المحلي خلق لبعض البسطاء أزمة مالية كونه مصدر الرزق الوحيد لأسرهم الفقيرة، متمنيا أن يسمح لهم بنقل وبيع الحطب كونهم يجلبونه من مواقع يوجد بها أشجار ساقطة وجافة ويستحيل نموها مرة أخرى وبالتالي ستذهب هذه الأخشاب سدى في حال عدم الاستفادة منها. ولفت الرشيدي أن بعض المواطنين يعزفون عن شراء الحطب المستورد وما زال الباعة المحليون يلقون إقبالا كبيرا على الشراء منهم قبل وقت كاف من دخول فصل الشتاء حيث يتم تخزينه فوق أسطح الملاحق السكنية وداخل الأفنية مستفيدين من كثرة العرض وانخفاض الأسعار حيث تباع حمولة السيارة الصغيرة بمعدل 700 ريال هذه الأيام وقد يرتفع للضعف في فترة دخول البرد القارس. وفي مواقع أخرى من العاصمة يعرض الباعة الحطب على قارعة الطريق المؤدي لمواقع المكشات التي يتوقع أن يرتادها السكان هذه الأيام بكثافة مع بدء برودة الجو.