سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناشط «مسيحي» بالجيش الحر يفند أقاويل عن «أسلمة» الثورة السورية أو مشاركة القاعدة
نشر في اليوم يوم 06 - 10 - 2012

حينما أوقعتني الصدفة البحتة لحواره، لم أكن أتوقع في خضم كل التضخيمات الإعلامية، أن يكون محاوري»مسيحياً» ينخرط في الثورة السورية، التي يتهمها البعض بأنها أسيرة التنظيمات المتطرفة، وعضو بالمجلس الوطني السوري، رغم وجود شخصيات كثيرة في المعارضة، مثل ميشيل كيلو وجورج صبرة وغيرهما. صحيح أنني أعرف جيداً فسيفساء النسيج الاجتماعي السوري، ولكن رغم محاوراتي المتعددة مع شخصيات بالمعارضة السورية، وقادة ميدانيين وعسكريين في الثورة أو الجيش الحر، لم يكن بينهم أبداً شخصية غير مسلمة، إلا أنني وفي حديث عابر مع صديقي أحمد الأشقر مسؤول العلاقات بالجيش الحر، سألته وماذا عن دور الأقليات وخاصة المسيحيين؟ فأجابني :»إنهم معنا في نفس الخندق». ظننته يمزح، ولكنه بادرني: هل تريد محاورة أحد الإخوة منهم؟، فقبلت على الفور، وما هي إلا دقائق، وكأنه يبدد ذهولي، حتى أمّن لي حواراً عبر الهاتف مع الناشط السوري ريمون يوحنا، عضو المجلس الوطنى السوري عن الكتلة الوطنية. ريمون بدّد لي كل الأقاويل عن «أسلمة» الثورة السورية، ونفى تماماً وقوعها تحت ضغوط أو مشاركة عناصر القاعدة أو التطرف، وأكد بجلاء أن الثورة السورية ثورة شعب متكامل ضد الظلم والطغيان، وأوضح أن الثورة السورية ستظل كما كان الشعب السوري يعيش نسيجاً واحداً في مواجهة جرائم بشار وعصابته «يجمعه الإسلام، وتقربه المسيحية، وتصهره كل القوميات العربية والكردية والآشورية» وقال إن الظلم الذي مارسه بشار وعصابته لم يفرق بين مسلم ومسيحي. وأشار إلى أن ثورة سورية سلمية، وأن النظام هو من أجبر الشعب على حمل السلاح للدفاع عن نفسه، واصفاً نظام بشار الأسد ب»المحتل» وكشف أنه رغم أن العلويين رهائن بأيدي بشار، إلا أنهم أدركوا لعبة الطائفية، وبدأوا بالتململ، متوقعاً أن ينحازوا للوطن وليس الطائفة. وعن العملية السلمية، قال إن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي تسلم «ملفاً ميتاً» وأنه لا نجاح لمبادرة سياسية لا تشمل إقصاء بشار ومحاكمته، وندّد بالتحالف الإيراني الروسي «الآثم» في بلاده، واعتبر إيران تقود صفقات مشبوهة بالمنطقة، لتغطي على فشلها الداخلي، وكشف عن دبلوماسيين رفيعي المستوى في سفارات أوروبية انشقوا سراً وطلبوا الحماية من الجيش الحر وعدم إعلان انشقاقهم رسمياً لاعتبارات أمنية. وإليكم تفاصيل الحوار:
شخصيات وطنية
فى البداية، اشرح لنا ما الكتلة الوطنية؟
هى الكتلة المؤسسة للمجلس الوطنى السورى، وتشكلت من جميع أطياف المجتمع السورى، واحتوت على شخصيات سياسية ووطنية من انتماءات مختلفة.. وهذه الكتلة ما كانت تسمى الكتلة 74 التي كانت نواة للمجلس الوطني.
المفاجأة «مسيحي»
 رغم علمي بتعدد أطياف المقاومة.. إلا أن المفاجأة، أن هذه هي المرة الأولى التي أحاور فيها شخصاً «مسيحياً» وعفواً لهذا التصنيف، ينتمي للثورة السورية.. هل توضح لنا ذلك؟
نحن كسوريين، شعارنا «الدين لله والوطن للجميع» ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نسأل عن الدين، الثورة تؤكد أن وطننا واحد، أنا تربيت في مجتمع إسلامي أكنّ له كل تقدير، والمسيحية موجودة في سوريا، منذ آلاف السنين، ونتعايش بكل احترام وأؤكد لك أن أي شيء يمس الإسلام يمسّنا كسوريين، ويمسّني شخصياً، وللأسف هناك من يلعب على وتر الطائفية، لكني أؤكد لك، أننا نسيج واحد في مواجهة الطغيان والظلم، يجمعنا الإسلام، وتقربنا المسيحية، وتصهرنا كل القوميات العربية والكردية والآشورية التي أنتمي إليها بالطبع .. فالظلم الذي مارسه بشار وعصابته لم يفرق بين مسلم ومسيحي.
أُجبرنا على حمل السلاح
 كيف ترى الواقع الآن على الأرض؟
الثورة السورية بدأت سلمية، ومنذ أول يوم لها، كان شعارنا إسقاط النظام وليس الدولة، ولكن النظام بكل هذه الهمجية والغطرسة، أجبرنا على حمل السلاح للدفاع عن النفس وعن الشرف والعرض، وإذا كان هذا الخيار الذي سيحررنا من نظام الأسد، فأهلاً به، فالمشاهد التي نراها اليوم من قتل وذبح وتشريد وتنكيل، تستصرخ كل ذي ضمير ليهب مدافعاً بكل ما يملك عن نفسه وعرضه وشرفه.. فالسلاح أصبح من حق كل مقاوم.
أكد عضو المجلس السوري بجلاء أن الثورة السورية ثورة شعب متكامل ضد الظلم والطغيان، وأوضح أن الثورة السورية ستظل كما كان الشعب السوري يعيش نسيجاً واحداً في مواجهة جرائم بشار وعصابته «يجمعه الإسلام، وتقربه المسيحية، وتصهره كل القوميات العربية والكردية والآشورية» وقال إن الظلم الذي مارسه بشار وعصابته لم يفرق بين مسلم ومسيحي.
نظام «محتل»
 عفواً.. تقول لي المبرّر .. ولكن لم تقل الواقع الآن؟
الحقيقة إن الثورة السورية تدخل في مرحلة الحرب مع النظام، وليس المواجهة مع الوطن، التي تعني حرباً أهلية، الحرب الأهلية مستبعدة تماماً، صحيح أن النظام يختبئ خلف الأقليات ووراء أقاويل وادعاءات كاذبة، الواقع اليوم أن نظام الأسد لا يحكم سورية، إنما يحتل سورية، ولهذا يجب أن يخرج، وإن لم نستطع أن نخرجه بصدورنا العارية، سنخرجه بسلاحنا.
أكذوبة «الإسلام المتطرف»
تقول إن النظام يختبئ خلف الأقليات.. هل أفهم من هذا أنكم كأقلية مسيحية أن النظام استغلكم؟
انا آشورى مسيحي، ولا أنكر أن النظام حاول مراراً وتكراراً ان يقنعنا بأكذوبة أنه الحامي، وأن البديل في حال سقوطه هو الإسلام، والإسلام المتطرف، ونجح في زرع هذا المفهوم في أذهان الأقليات التي انقسمت إلى ثلاثة أقسام، الأول: الصامد الذى لا يخاف من المجهول او المستقبل او النظام، والثانى انخرط فى الثورة بالفعل، والقسم الثالث الذى يقول إن الربيع العربي سيتحول إلى ربيع إسلامى وهذا يخيفيهم، لكن اليوم.. حتى هذه الأقلية من الأقليات المسيحية لم تعد تُصدق هذا الكلام، لأن ترى قصف طائرات وصواريخ النظام، التي لا تميّز بين بيت مسلم أو مسيحي.
أعتقد أن هذا الانقسام الذى حاول أن يؤصله النظام، أصبح غير واقعي، وليس حقيقياً، فهو يرتكب المجازر والقتل بحق الجميع.
تضرر جماعي
وماذا عن الوضع الديموغرافي الحالي؟
طبيعة سوريا تبرز أنها تحتوى على قوميات متنوعة، هناك ثلاث قوميات رئيسية، هي العربية والكردية والآشوريين السريان، وهناك أيضاً دروز وعلويون وإسماعيليون، وأعتقد ان المسيحيين يشكلون من 10 12 بالمائة من الشعب السورى، والأكراد يمثلون من 8 بالمائة، والباقي من الأخوة المسلمين والقومية العربية، أعتقد النظام كان من الطائفة العلوية وحكم سوريا لمدة 40 سنة، بعائلة أو عصابة كانت تحكمها، العلويون أيضاً متضررون من هذا النظام، والعرب أيضاً والأكراد وكافة الطوائف ألحق بها الضرر.
فخ العلويين
ولكن كيف تضرر العلويون وهم من يحمون النظام؟
النظام الأسدى مثل دول الربيع العربي قبل ثوراتها كان يعتمد على أنظمة أمنية معقدة، واعتمد على كسر المعنويات والقتل والتخويف، والآن يحصد النتيجة التى يستغلها لخدمة هذا اليوم واستطاع ان يقنع نفسه والكثير من الدول الأقليمية كإيران وروسيا، بما يسمى التطرف الدينى ويخلق لدى الأقليات مزيداً من الاحتقان من الإسلام.
بعض الأخوة العلويين حاول ان يخرج الثورة إلى النور، ولكن القصة تكمن أنهم أصبحوا سجناء ورهائن للنظام الأسدى، العصابة التى تحكم سوريا مجرد عائلة أحكمت قبضتها على جميع العلويين بشكل عام، أعطيك مثالاً، قبل ايام قبض على محمد الخيّر وهو أحد الشخصيات المرموقة بالطائفة العلوية، وخرجت مظاهرات في القرداحة بعضها بالسلاح للإفراج عنه، أعتقد أن العلويين بدأ يتحركون الآن، ووضح لهم انهم وقعوا فى الفخ الذى نصبه النظام لهم، والخدعة ان الإسلام قادم وسيقتل الجميع، وما يروجه طيلة عام ونصف من كذب وافتراءات، اليوم انتهى الموضوع، والثورة السورية فى طريقها لأخذ مجراها التاريخي الذي لن يعود للوراء.
قصف وقتل
 سوريّون قالوا لي إن النظام نجح فى تطهير حمص وحماة ودمشق، ولم يتبق إلا حلب .. ما تعليقك؟
أريد أن أعرف، ما الذي غيّره النظام؟ غير القصف العنيف والقتل وتدمير القرى والأحياء السكنية، النظام حطم كل شيء بينما الشعب مازال فى الشوارع، النظام استطاع أن يدمر الآثار بمدينة حلب وغير دموغرافية البلد ولكنه لم يستطع ان يُغير الناس.
صفقات إيران
 ماذا عن التدخلات الخارجية التى تسهم فى بقاء النظام على حد قولك؟
الجميع يدرك ان إيران تحديداً بشكل مختصر لها مفهوم خاص دينياً، وبالتالي تطرح تشكيل تحالف يبرز المثلث الشيعى فى المنطقة بمساعدة وتعاون حزب الله والعراق، وهم عندما يدعمون الأسد فإنهم يعبرون عن خوفهم من المواجهة المباشرة مع العرب.
نظام طهران يريد أن يقول انه متواجد فى صناعة القرارات العربية فى الشرق الأوسط سواء عبر تدخله فى العراق، او مساعدات لنظام الأسد، واعترفوا بإرسال عناصر إستخباراتيه ومن الحرس الثوري.
وأيضاً تتدخل إيران لتبرر وجودها مقابل الجزر الإماراتية التي تحتلها، وان تدافع إيران بشكل غير مباشر عن أسلحتها النووية فى المحافل الدولية بثقل سياسي موجود على الأرض وتدخلات غير مشروعة وتحالف آثم مع روسيا التى تحاول ان تضع موضع قدم لها فى الشرق الاوسط. وبرأيي الشخصي النظام الإيرانى يراهن بأي شكل على بقاء الأسد وسيدافع عنه حتى آخر قطرة من دم الشعب السورى.
 وماذا عن أقوال بشأن مرور طائرات عسكرية إيرانية عبر أجواء العراق لمساعدة الأسد؟
لعل ما أعلنه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني فى الآونة الأخيرة، فى مؤتمر بتركيا «أننا لن نسمح أن تستغل الاجواء العراقية لمد السلاح للنظام السورى»، كان هذا أكثر شيء صريح وواضح ودليل قاطع، على التدخل السافر لمد النظام بالسلاح لمزيد من القتل.
تصريح إيراني!
ماذا بشأن أسلحة الأسد الكيماوية ومخاطر استخدامها ضد الشعب السوري؟
من خلال ما نراه، النظام سيفعل اى شيء من أجل البقاء، ولكن أعتقد أن تصريح الخارجية الإيرانية الأخير الذى قالت فيه إنها ليس لها علاقة فى حال استخدام الأسد أسلحة كيماوية وان أى نظام يستخدم هذه الأسلحة يعتبر منتهي الصلاحية بالفعل، يجب أخذه في الاعتبار، وأعتقد انها كانت تقصد النظام السورى تحديداً. وهذا يدل على علم إيران أن نظام الأسد قد يصل إلى استخدام هذه الأسلحة فى حال تضييق الخناق عليه، وهى تحاول أن تبرئ نفسها أمام العالم. وأسلحة الأسد الكيماوية أصبحت على مقربة من ضرب الشعب بها.
ملفٌ منته
ماذا بشأن مبادرة الأخضر الإبراهيمى؟
الإبراهيمي للأسف، تسلم ملفاً منتهياً، لأن أي خطوة نحو الحل السياسي ستدخل في حائط مسدود، أى مباردة سياسية تطرح لا تشمل رحيل الأسد، اعتقد ان الشعب السورى والأطياف السياسية سيرفضها، وأى مبادرة سياسة ستفشل فى حال وجود الأسد، والمبادرة تبدأ فيما بعد الأسد وليس مع الأسد.. إن الشعب السورى ونتيجة لما عاناه من قتل وتدمير وانتهاكات لن يتعامل مع مجرم وقاتل.
مبادرة ميتة
أريد إجابة محددة.. هل يعني هذا أنكم تكتفون بمجرد رحيل الأسد، وليس محاكمته أيضاً؟
أعتقد ان الشعب السورى لن يختلف إذ كان الأسد سوف يحاكم فى سوريا أم فى لاهاى أمام محكمة العدل الدولية، الأهم من ذلك أننا نريد خلاص شعبنا، وأن يترك هذا المجرم بلدنا لنبدأ فى مرحلة إعادة إعمارها، ومبادرة الأخضر الإبراهيمى سوف تولد ميتة، لأن النظام السورى لن يرضخ ويترك البلد، ونحن مصرّون على إخراجه، وكل المبادرات مضيعة للوقت وتؤدى إلى مزيد من القتل.
عناصر خارجية
ماذا بشأن أقوال عن ضلوع القاعدة بالأزمة السورية.. أنت كمسيحي هل تنفي لي ذلك؟
أعترف أن هناك أشخاصاً موجودون داخل سوريا، جاؤوا بدافع وطنى وإسلامى، وجدوا شعبنا فى محنة ويقتل وتسفك دماؤه، وانا شخصياً التقيت ببعضهم، رأيت فيهم الأخلاق والوطنية، ولكن التضخيم الإعلامى من أن اعدادهم كثيرة وينتمون لقاعدة تكفيرية او عناصر من القاعدة كله عار من الصحة، فهم ليسوا بالأعداد التى يروج لها النظام، والجيش الحر متواجد فى كل مكان يتحاور معهم وهم تعهدوا لنا بأنهم سيرحلون على الفور بمجرد إسقاط النظام، وسوف نقول لهم «ألف شكر على المقاومة والوجدان والضمير العربي الذى يناصر قضية عربية».
كتائب منفردة
 آتي للسؤال المهم.. هل هناك كتائب مسيحية مقاومة في الجيش الحر؟
بالفعل هناك عناصر موجودة تقاتل بكتائب مسيحية خالصة، وانا صراحة وعلانية ضد ان تكون هناك كتائب إسلامية او مسيحية منفردة، فلا بد أن ينضوى الجميع داخل الجيش الوطني الحر الذى يمثل كافة الطوائف، ولا أتمنى وجود فصائل مسيحية مستقلة بذاتها عن الطوائف الأخرى.
 ..وماذا عن الدروز؟
جبل الدروز يشهد عليهم، وانا عملت مع تنسيقيات داخل هذا الجبل وهم من النشطاء فى الثورة السورية، وسوف ترى بالفعل، كان الإعلام من قبل يقول إن المسيحيين غير موجوين بالثورة بينما انا كنت متواجدا بالكنائس بحمص وإدلب وحلب وأرى بنفسي استقبالهم للجرحى، وأعرف على الأقل 3 أو 4 عوائل درزية انخرطت فى العمل الثوري وكانت تستقبل ابناء الوطن للعلاج.
انشقاق قريب
 وكيف تبرر قلة الانشقاقات فى الفترة الأخيرة».. ما تعقيبك؟
على العكس تماماً، الانشقاقات الآن أكثر بكثير من 3 4 مرات عن الأشهر الماضية، لفارق أننا الآن لا نعلن عن أسمائهم ونتركهم يعملون سواء داخل او خارج النظام، وأفاجئك بمعلومة حديثة، حيث كنت فى بروكسل واتصل بى أحد الدبلوماسيين رفيعي المستوى بإحدى السفارات الأوروبية وطلب منى الحماية، لأنه سينشق دون الإعلان.. وانا أتستر على اسمه خوفاً على حياته ولكن قريباً سنعلن التفاصيل.
مناف طلاس
ماذا بشأن فترة انتقالية لتأهيل العميد مناف طلاس ليقود مرحلة انتقالية ما بعد الأسد؟
أعتقد أن أى شخصية سورية لم تتطلخ يداه بدماء الوطن، فإن الشعب هو من يقرر أو يرفض، وإذا كان مناف طلاس انشق ليدخل فى صفوف الثورة مثل أي شخص آخر فأهلاً به، ولكن ليس من أجل تزعم وقيادة الثورة السورية.
خلافات طبيعية
أسمع عن عدم توافق بين المجلس الوطنى السورى والجيش الحر.. ما رأيك؟
كان هناك خلاف سياسي حاد فى الثورة السورية وأيضاً عسكري، ولكن كل هذه الخلافات طبيعية لأننا لا نعرف بعضنا البعض، انا شخصياً سجنت واعتقلت ثلاث مرات فى أعوام 84 94 97، وكان طبيعيا أن أنشق بمجرد الثورة السورية، ولكن المشكلة تكمن أننا كسوريين لم نعمل مسبقاً فى المجال السياسي، ولا نعرف معلومات عن بعضنا البعض، لذا يكون ما تسمع عنه من خلاف.
صوت سياسي
عفواً.. الاختلاف موجود وطبيعي.. ولكن كيف تقارن بين من يدفع دمه وعرضه على الأرض وبين من يكون بالخارج؟
لا أؤمن بذلك لأن الداخل يجب ان يكون له طرف فى الخارج، فالتيار السياسي الذى أنتمى إليه هو لحزب المنظمة الآشورية القيادات جميعها فى الداخل، ولهم صوت فى الخارج، وشيء غير طبيعى أن لا يكون صوت ونظام سياسي يتحدث عنه، إننا نكمل بعضنا البعض في الثورة السورية، وانا كنت اول الأسماء التى تلحق بالمجلس الوطنى السورى الذى تشكل من 74 شخصية، وكتبنا بالوثيقة انه يوم إسقاط النظام سنسلم كل شيء للشعب للسورى، ولا يحق لنا حتى الدخول فى انتخابات برلمانية بعد سقوط النظام.
اختراق المجلس
..وماذا عما يقال عن وجود عملاء للنظام داخل المجلس الوطنى؟
أى ثورة فى العالم، سواء الفرنسية او الروسية او البرتقالية، لا تستطع ان تنكر ان هناك من يحاول اختراقها، ولكن هناك شخصيات مرموقة ووطنية موجودة بالفعل، وحقيقة الثورات انها تأتى من الأرض والواقع، ومن الطبيعى الاختراق موجود ونحن على علم به، ولكن أيضاً هناك تضخما إعلامىا يبرز ويضخم حجم العملاء.
المعلومات اللازمة
 شاهدت على بعض الفضائيات، تسريباً لوثائق تتهم الأسد باغتيال شخصيات معارضة.. هل لديكم عيون فى النظام؟
بالطبع نعم.. يوجد لنا شباب فى إدارة الأزمة السورية، واستطاعوا ان يسجلوا معلومات ويسربوها، وبعض منهم ذكرت أسماءهم قناة العربية، ولكن هناك الكثير أخفينا أسماءهم حتى لا يصيبهم أذى، وهؤلاء مازالوا موجودين ينقلون لنا المعلومات اللازمة، المتعلقة بالخطط الامنية والأوامر وقتل الناس والتفجيرات التى تحدث فى الآونة الأخيرة، مسؤولية النظام عن هذه التفجيرات كعمليات إرهابية، ولا أستطيع أن ادلي بأى شيء، ولكن فى الوقت القريب الشباب الذين لهم المعلومات الكاملة سوف يفصحون عنها...
خذلان الشعب
بماذا تفسر عدم انهيار النظام بعد مرور سنتين من انطلاق شرارة الثورة السورية؟
إقليمياً الوضع صعب، ودول كثيرة خذلت الشعب السورى، والنظام استطاع ان يقتل الكثيرين، وبقينا اكثر من سنة ونصف لم نحمل السلاح، وولو كنا حملنا السلاح من اول يوم لكان انتهى النظام، وحاولنا مراراً وتكرارا ان نصمد بدون سلاح، ولكن النظام اجبرنا على حمله.
الفارق والسبب
عفواً.. حمل السلاح ليس مبرراً لإسقاط الأنظمة..هناك دول أسقطت الأنظمة بدون أسلحة نهائياً؟
أعتقد أن الفرق بينا وبين مصر واليمن وتونس، ان جيشهم وطنى، ولكن المشكلة ان الجيش السورى هو أقرب إلى طائفة معينة مقربة من العائلة الأسدية الحاكمة، لذا لم ينقسم الجيش ويأخذ قرارا بالانحياز للشعب.
تدخلات خارجية
 هل هذا اتهام صريح بعدم وطنية الجيش السورى؟
لا طبعاً .. جميع القيادات فى الجيش السورى، عميلة لعائلة الأسد، ولكن ليس الجيش، لأن عناصره في غالبيتها في الصف الثاني وما دون ليس لها حول ولا قوة مثل الموظفين الذىن تراهم يصفقون فى المجالس، ولا تنس وجود حزب الله، والحرس الثورى الإيرانى الذى يقتل السوريين، والقتل والمجازر والأساليب المستحدثة من الخارج.
البطل الحقيقي
هناك مخاوف من مستقبل العناصر المسلحة بعد سقوط النظام.. من يضمن ألا تتحول لميليشيات كما حدث في ليبيا؟
ليس إلى هذه الدرجة، العناصر التى تحارب الآن أغلبها ممن انشقوا عن الجيش الأسدى، وهؤلاء سينضمون للمؤسسة العسكرية تحت مظلة الوطن، اما المدنيون الذين اضطروا إلى حمل السلاح فسيسلمون أسلحتهم والجميع يعلم ذلك وموافق على هذه النظرية.
ثم لا يوجد ما نأخذه على طبق من فضة، فالحرية لا تعطى إنما تؤخذ، وهناك ضريبة لا بد من دفعها، ولكني أثق في قدرة الشعب ومؤسسات المجتمع المدنى على تخطي هذه المخاوف. نحن أمام مرحلة صعبة نمر بها لإسقاط النظام، والشعب السورى لديه الوعى الكامل لتخطي هذه المرحلة، صحيح يعترضنا أزمات ولكن سنستطيع تجاوزها.
يوم واحد!
 عبرت لي عن تفاؤلك بانهيار النظام قريبا.. كيف؟
النظام لن ينهار فى اسابيع أو ايام.. اعتقد انه خلال ليلة واحدة سينهار فيها ولن يستغرق أكثر من 24 ساعة، وصدقني نحن بانتظار هذه الليلة وسينتهي كل شيء.
إسقاط الدولة
 ..وماذا عن بشار؟
أتمنى أن أراه فى المحاكم السورية وليس الدولية، ليدفع ثمن الجرائم التى ارتكبها، وهذا أقل ما يمكن تقديمه للأطفال الذين قتلهم، ولكن المؤشرات تدل ان مصيره للأسف الشديد سيكون مشابهاً للقذافي. بشار قتل أكثر من القذافي بكثير، وأعتقد ان قتله سيكون مضيعة لحق كل من دفعوا دماءهم وأرواحهم بسببه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.