يطالب اللاجئون السوريون في لبنان الذين تجاوز عددهم 125 ألف شخص، بإقامة مخيمات لهم على غرار تلك المقامة في تركيا والأردن، لكن الحكومة اللبنانية والأممالمتحدة ترفضان هذه الفكرة. وحاليا، يقيم نحو 30% من هؤلاء اللاجئين في شمال لبنان ويعتمدون على العائلات في استضافتهم، في حين يواجه الباقون صعوبة في العثور على سقف يؤويهم. وتخشى السلطات اللبنانية أن يشجع إنشاء مخيم اللاجئين السوريين على الاستقرار بشكل دائم في حال طال أمد النزاع في بلادهم. ويعتبر العديد من هؤلاء اللاجئين أن إقامة المخيم أو توفير أماكن إقامة موقتة هي الحل الوحيد لتلبية احتياجاتهم الإنسانية. وتشير أرقام الأممالمتحدة إلى وجود أكثر من 125 ألف لاجىء سوري في لبنان، 78% منهم من الأطفال والنساء. لكن الناشطين يؤكدون أن العدد الفعلي للاجئين الهاربين من النزاع السوري المستمر منذ 20 شهرا هو أعلى بكثير. ويقول الناشط السوري أيمن الحريري المقيم في محافظة عكار التي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين "في حال عدم إقامة مخيم أو التوصل إلى حل سريع، سينتهي الأمر بالعائلات إلى النوم في الشوارع أو العودة إلى سورية". وأضاف "لا أحد يريد الإقامة في مخيم، لكن الغالبية لا يمكنها تحمل دفع 200 أو 300 دولار كبدل إيجار شهري"، مشيرا إلى أن اقامة المخيم "ستساعد أيضا في تنظيم المساعدات" لأن الوضع في حالة "فوضى حاليا، والعائلات الأكثر ضعفا تدفع الثمن الأعلى". ويقول رئيس بلدية حلبا سعيد الحلبي "لا نعرف أين يقيم غالبية السوريين. لو كان لدينا مخيم، لكان الوضع أسهل تنظيميا". ومع تصاعد أعمال العنف في سورية، يشهد كل شهر وصول 20 ألف نازح جديد إلى الأراضي اللبنانية، كما قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان روبرت واتكينز للصحفيين في حلبا. وتقوم الأممالمتحدة والسلطات اللبنانية بمساعدة المجتمعات المحلية في استضافة السوريين، مع السعي في الوقت نفسه إلى الدفع في اتجاه التنمية. وقال واتكينز إن "موقف الأممالمتحدة بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، هو أن هذا الأمر غير مستحب حاليا"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن تؤدي إقامة مخيمات جديدة إلى التخفيف من معاناة اللاجئين. أضاف "المخيمات تخلق مشاكل أكثر مما تحلها، وهي إيضا مرتفعة الكلفة".