توقعت مصادر رسمية أردنية رفيعة، أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السوريين اللاجئين إلى الأردن، بسبب تصاعد أعمال العنف وارتفاع وتيرة الاحتجاجات في الجارة الشمالية. وأعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض، أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن تجاوز 400 ألف، مطالباً الاممالمتحدة بتوفير الرعاية الصحية والإنسانية لهم. وذكرت المصادر الأردنية أن هناك دراسة «غير معلنة» أنجزتها الحكومة الأردنية أخيراً تحذر من ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين الى الأردن إلى مستويات غير مسبوقة، تصل إلى «مليون لاجئ». ودعت الدراسة الحكومة إلى التراجع عن إجراءات سابقة كانت تسمح للسوريين الهاربين بحرية الإقامة والتنقل في الأردن، وهو ما دفع الحكومة إلى الموافقة أخيرا على بناء مخيمات رسمية في مناطق شمال البلاد، بالتعاون مع المنظمات الدولية لتكون مكاناً موقتاً لإقامة اللاجئين. وفي هذه الأثناء، تدرس السلطات الأمنية والسياسية الأردنية إمكانية اللجوء إلى قانون الطوارئ خشية انعكاسات التوتر السوري على الأردن، ووصول النار إلى حدود المملكة الشمالية. وكان «الحياة» نقلت في وقت سابق عن مصادر رسمية أردنية، قولها إن السلطات المحلية «رفعت وتيرة التأهب العسكري والأمني على الحدود مع سورية». من جهة أخرى، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، ارتفاع أعداد السوريين الذين يلجأون إلى الأردن يومياً... ولا نستطيع التحدث عن أرقام ثابتة». وأضاف: «نقوم بواجبنا تجاه هؤلاء اللاجئين، لكننا نتخوف في الوقت ذاته من تدفق أعداد أكبر من المعتاد خلال الفترة المقبلة، مما قد يفاقم الأمور». وتابع: «التطورات الميدانية المتسارعة في سورية، تدفع بالمزيد من السوريين للفرار إلى دول الجوار، بما فيها الأردن». واعتبر أن الأمر يحتاج لمبادرات إغاثية سريعة تجاه اللاجئين، داعياً المنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها. وقال أيمن المفلح أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية (مؤسسة رسمية) ل «الحياة»، إن مخيم الطوارئ الرسمي في منطقة الزعتري بمدينة المفرق شمال المملكة «ما زال قيد التجهيز، وهو الأكبر بين جميع المخيمات الموقتة والمساكن التي تم إنشاؤها في وقت سابق لاستقبال اللاجئين». وأضاف أن «المخيم قادر على استقبال اللاجئين في حال حدوث نزوح جماعي بأرقام مرتفعة». وأكد المفلح أن الأردن «يتجهز لاستقبال آلاف جديدة من اللاجئين خلال الأيام المقبلة». وأوضح أن تكلفة وجود السوريين في المملكة «كبيرة ويصعب تقديرها، بسبب حركة نزوح اليومية التي تزيد الكلف باستمرار». وتشير آخر إحصائية حكومية للاجئين السوريين في الأردن إلى وجود أكثر من 140 ألف لاجئ حتى نهاية الشهر الماضي، لكن قائمين على العمل الإغاثي يتحدثون عن أرقام أكبر تصل إلى 200 ألف لاجئ. الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «المجلس الوطني السوري» المعارض، ان عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والاردن تجاوز 400 ألف، مطالباً الاممالمتحدة بتوفير الرعاية الصحية والانسانية لهم. وقال المجلس في بيان مساء الجمعة، إنه «تلقى تقارير تشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان والأردن زاد عن 400 ألف لاجئ لم يتم تسجيل سوى نصفهم في سجلات الأممالمتحدة». واوضح انه «خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، دخل الاراضي اللبنانية قرابة 20 ألف لاجئ نتيجة جرائم النظام الواسعة بحق القرى والبلدات الحدودية والعاصمة دمشق وريفها». وطالب المجلس «المفوضية العامة للاجئين في الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات فعالة لتأمين مستلزمات الإقامة لمئات آلاف اللاجئين، وإنشاء صندوق دولي خاص لتقديم المساعدات المنتظمة لهم، وتوفير الرعاية الصحية والطبية للجرحى والمصابين الذين يحتاج الآلاف منهم إلى عمليات جراحية عاجلة». وأعلنت المتحدثة باسم مفوضية الاممالمتحدة للاجئين في جنيف الجمعة، ان نحو ثلاثين الف سوري فروا الى لبنان في الساعات ال48 الأخيرة.