أعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي أمس ان المانيا «على استعداد مبدئياً» لاستضافة سوريين لاجئين في تركيا بعد فرارهم من الاوضاع السائدة في بلدهم، وانما في اطار خطة دولية. وصرح فسترفيلي لصحيفة «راينيتشي بوست» الالمانية ان «المانيا على استعداد مبدئياً لاستضافة لاجئين سوريين»، لكنه دعا الى وضع خطة بالتنسيق مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والمنظمات التي تساعد اللاجئين. وقال ايضاً ان «القسم الأكبر من اللاجئين يريدون البقاء في المنطقة (الحدودية مع تركيا) ليتمكنوا من العودة فوراً الى بلادهم عندما تسمح لهم الظروف بذلك مجدداً». وأضاف الوزير الالماني ان المانيا تشدد لهذا السبب على المساعدة الانسانية في مكان تواجدهم. واعتبرت السلطات التركية اول من امس ان عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا هرباً من النزاع الدائر في بلدهم تخطى عتبة المئة الف لاجئ. وقالت ادارة الاوضاع الطارئة في بيان ان 100 الف و363 لاجئاً مسجلون رسمياً كمقيمين في 13 مخيماً للاجئين تتوزع على محافظات جنوب شرقي تركيا الحدودية مع سورية. والرقم الذي اعلنته السلطات هو عدد المسجلين رسمياً لدى السلطات. لكن آلاف السوريين دخلوا الى تركيا لم تحصهم السلطات ويقيمون لدى اقرباء لهم. وكانت الحكومة التركية حددت هذا الصيف بمئة الف العدد الاقصى للاجئين المستعدة لاستضافتهم الا اذا ساعدها المجتمع الدولي في هذا الامر. ودعا الوزير التركي المكلف الشؤون الاوروبية ايغيمن باغيس الاتحاد الاوروبي الى استضافة لاجئين سوريين، وذلك في مقابلة مع صحيفة «داي فلت» الالمانية. وقال الوزير التركي للصحيفة الالمانية ان «على اوروبا ان تبدأ التفكير بالذين فروا من سورية الى تركيا. لدينا الآن اكثر من ثمانين الف لاجئ على ارضنا». وأضاف باغيس ان «على اوروبا مساعدة الذين يحتاجون الى ملجأ آمن. حان الوقت لتساعدنا اوروبا اخيراً». وفي محاولة لاحتواء تدفق اللاجئين، دعت انقرة مجلس الامن الدولي الى ايجاد مناطق عازلة محمية داخل الاراضي السورية. لكن دعوتها بقيت حبراً على ورق حتى الآن. يأتي ذلك فيما قال وزير المالية التركي محمد شيمشك أمس إن بلاده أنفقت 400 مليون ليرة (220 مليون دولار) من الموازنة الحكومية على اللاجئين السوريين حتى الآن. وبدأ برنامج الاغذية العالمي بالاشتراك مع الهلال الاحمر التركي برنامجاً لتوزيع بطاقات الكترونية على آلاف اللاجئين السوريين في المخيمات التركية لكي يتسنى لهم اطعام انفسهم. وتوزع البطاقات الالكترونية في بادئ الامر على نحو 25 الف لاجئ يعيشون في مخيمات كيليس وهاتاي قبل ان يتوسع البرنامج لمساعدة لاجئين اكثر. والبطاقات الالكترونية التي يمكن استخدامها في المتاجر الكبيرة لا تفيد اللاجئين فحسب بل الاقتصاد المحلي ايضاً. وقال عامل الانشاء ابو نايف البالغ من العمر 41 سنة وكان قد فر من حلب مع عائلته المكونة من 11 فرداً بينهم ابنه احمد الذي ولد قبل يومين، انه احد الذين حصلوا على هذه البطاقات. ويعيش ابو نايف وعائلته حالياً في مبنى سابق التجهيز في مخيم كيليس. وقال انه لم يكن امامه مفر في ظل الغارات الجوية سوى الهروب الى تركيا. وقال دالي بلقاسمي المدير الاقليمي لبرنامج الاغذية العالمي ان البطاقات الالكترونية تمكن اللاجئين مثل ابو نايف وافراد عائلته من شراء الطعام من دون الاضطرار الى دفع اموال مقابل ما يشترون من سلع. وأضاف: «برنامج الاغذية العالمي والهلال الاحمر التركي طورا هذه البطاقة وهي نوع من بطاقات الائتمان حيث يمكن للاجئين السوريين الذهاب بها الى متجر كبير مثل الذي زرناه للتو مليء بالاطعمة الطازجة». وتزيد منظمات الاغاثة مستوى مساعدتها للاجئين السوريين مع زيادة الاعداد التي تصل الى لبنان والاردن والعراق وتركيا. وتهدف المنظمات الخيرية الى توفير المساعدات الغذائية لما يصل الى 460 الف لاجئ بنهاية هذا العام.