صعدت إسرائيل من عدوانها على غزة، أمس، مستمدة من أميركا والدول الأوروبية الدعم الذي تجلى في قلب الحقائق، بتصويرها الضحية وأبناء غزة الجلادين. فقد أضيف خمسة شهداء أمس، إلى الشهداء ال13 الذين سقطوا أول من أمس، فيما ردت حماس على الاعتداء بإطلاق صاروخ إيراني الصنع زنة طن من طراز "فجر 5" على تل أبيب، فيما سيكون تصعيدا كبيرا في المواجهة، لكن لم ترد تقارير عن أثر هذا الصاروخ على المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من القطاع، كما قتل 4 إسرائيليين شمال القطاع، وسط حشد إسرائيل مئات الدبابات على حدود القطاع. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافا في مدينة غزة وحولها اهتزت لها المباني العالية وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف والغبار في الهواء. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ أسقط عشرات الصواريخ من نحو 130 صاروخا أطلقت من غزة في الساعات الأولى من اليوم الثاني لعملية ركائز الدفاع، لكن أحد هذه الصواريخ الذي أفلت من نظام القبة الحديدية طال ضحاياه قبل أن يصلوا إلى الملاجئ المنتشرة في كل مكان في صحراء النقب. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الإسرائيليين قتلوا عندما سقط صاروخ فلسطيني على مبنى من أربعة طوابق في بلدة كريات ملاخي التي تقع على بعد 25 كيلومترا شمال غزة. وهذه أول الخسائر في الأرواح تتكبدها إسرائيل في الجولة الحالية من الصراع مع قطاع غزة. واغتالت إسرائيل أول من أمس القائد العسكري لحماس وقصفت القطاع من البر والبحر والجو. وأثناء تشييع جثمان الجعبري أمس، أطلق أنصاره النار في الهواء احتفالا بأنباء مقتل الإسرائيليين ورددوا هتافات تؤكد انتصار الجعبري. ونعى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، الجعبري في كلمته أمام المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية بالعاصمة السودانية الخرطوم قائلا "الأوطان تتحرر بالشهداء .. إسرائيل غاصب والغاصب لا يردع أصحاب الأرض .. ولا قوة في العالم تردع الشعوب". وتهتم إسرائيل أكثر برد فعل مصر التي توسطت حكومتها في هدنة بين الجانبين يوم الثلاثاء لتنهار بعد يوم واحد فقط عندما اغتالت الجعبري. ونددت مصر بالهجوم واستدعت سفيرها في إسرائيل. وغادر السفير الإسرائيلي القاهرة فيما وصفت بأنها زيارة عادية لبلاده، وقالت إسرائيل إن سفارتها في مصر ستظل مفتوحة. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا في وقت متأخر أول من أمس لمناقشة الهجوم الإسرائيلي، ودعا إلى وقف العنف، لكنه لم يتخذ أي خطوات. وفيما ألقت الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية اللوم على حماس في التصعيد في غزة، توقعت إسرائيل استمرار القتال لأيام وتوعدت حماس قائلة إن كل رجال الحركة الإسلامية مستهدفون وأسقطت منشورات على غزة تحث سكان القطاع على الابتعاد عن النشطاء ومنشآت حماس. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو، إن عملية غزة يمكن أن يتسع نطاقها. ووافقت الحكومة الإسرائيلية على تعبئة قوات الاحتياط إذا اقتضت الضرورة ذلك للمضي قدما في العملية التي أطلق عليها اسم "ركيزة الدفاع".