فيما بدا للبعض في البداية أن القول بأن المخابرات الإسرائيلية ضالعة في فضيحة مدير المخابرات المركزية المستقيل الجنرال ديفيد بترايوس هو مبالغة "عربية" تعكس استحواذ إسرائيل على ما يراه العرب ووقوعهم الدائم في "نظرية المؤامرة" التي ترجع الأمور جميعها إلى إسرائيل، فإن الكشف عن المزيد من الحقائق المتعلقة بفضيحة الجنرال يشير بوضوح إلى وجود خيوط تتزايد كل يوم تصل بين الموساد ومحاولات ابتزاز مدير المخابرات المركزية. فقد تبين أن جيل كيلي التي لعبت دور العرابة في قصة اتهام الجنرال ولدت في إسرائيل وهاجرت إلى الولاياتالمتحدة حيث استقرت في تامبا بولاية فلوريدا وارتبطت بعلاقات متزايدة مع عائلات الضباط العاملين في قاعدتها الجوية التي تستضيف مقر القيادة المركزية الوسطى. ويذكر أن الشرق الأوسط يدخل في نطاق عمل تلك القيادة التي سبق أن عمل بترايوس قائدا لها. وقالت شبكة "سي. إن. إن" إن كيلي دأبت على إقامة الحفلات وولائم العشاء لكبار الضباط وعائلاتهم، وإنها تحولت تدريجيا إلى أحد الوجوه النافذة في القاعدة. وسألت الشبكة عن مصدر الأموال التي كانت كيلي تنفق منها على هذا النشاط، وما إذا كان مكتب التحقيقات الفيدرالي بدأ تحقيقا في احتمالات ارتباط كيلي بجهاز استخبارات "شرق أوسطي" حسب قول مقدم الشبكة آندرسون كوبر. وكانت كيلي قد اتصلت بشرطة النجدة في منطقتها بعد أن ظل عشرات الصحفيين والفضوليين حول منزلها لساعات طويلة، وقالت حسب تسجيل مكالمتها مع الشرطة إنها تتمتع بوضع " القنصل الفخري" لإسرائيل، وهو وضع يمنحها حصانة دبلوماسية. وطلبت إمدادها بحماية أمنية تتفق مع وضعها الدبلوماسي. وقال الضابط الذي تلقى المكالمة إنه سينظر في شكواها إلا أن الشرطة لم ترسل أي وحدة لحماية المنزل. إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي يقوم بزيارة لأستراليا، أمس، أنه خفض رتبة جنرال بالجيش يحال إلى التقاعد لتبديده أموال دافعي الضرائب في رحلات أنفق عليها ببذخ وأنه سيسعى لتحصيل آلاف الدولارات منه. وجاء قرار بانيتا بتجريد الجنرال وليام وارد الحاصل على أربعة نجوم وهو قائد سابق للقوات الأميركية في أفريقيا من أحد نجومه. وأظهر التحقيق بشأن وارد العديد من الأمثلة على سوء استخدام أموال دافعي الضرائب، منها استخدام طائرته العسكرية في رحلة خاصة إلى برمودا لقضاء ليلة هناك مع زوجته.