أكد وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرة ألقاها في وزارة الخارجية أمس: إن كل ما شهدته دول الثورات ينصب في نهاية المطاف لصالح "أمن إسرائيل"، وهو ما تسعى له الدول الغربية من خلف إطلاقها مصطلح "الربيع العربي" على ما جرى من أحداث ونزاعات. وبين آل الشيخ أن المملكة سابقة بكثير جداً لكافة الأنظمة التي يراد أن تكون إسلامية، وأن الدول التي شهدت ثورات تقوم بأوجه إسلامية إلا أنه "ليس نظامها إسلامي"، مؤكداً بأن الحكم الإسلامي في المملكة هو نموذج "متنوع ومتجدد". وحول الفروقات المذهبية في الدين الإسلامي لفت آل الشيخ إلى أن تلك الفروق لا يمكن أن يُقضى عليها، وأن المذاهب الإسلامية موجودة منذ السنة الثانية للهجرة إلى الوقت الراهن، وتابع قائلاً "إن النظرة العقدية والنظرة السياسية يوجد بينهما اختلاف، والمملكة ضربت مثالا متميزا بحيث لم يتم السكوت عن تلك الفروقات والحوار بينها عبر الطرق الحضارية، وأن الجميع يستطيع أن يفكر كما ينبغي لكن لا بد أن يتأتى ذلك في إطار الدولة، ولا يناقض الدولة، ولا يخرج عن نظام الدولة". وأكد آل الشيخ أن جميع السلطات في المملكة تأتي بيد ولي الأمر، مشيراً إلى إمكانية أن يوزعها على من يراه مناسبا لها. وكان آل الشيخ قد أعلن عن نية الوزارة عقد لقاء موسع مع نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مؤكداً أن ما يحدث في تلك المواقع لا يمثل العقلية السوية التي وصل إليها الإنسان السعودي. وكشف عن إعداد الوزارة للقاء متخصص للناشطين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للحديث عن "قيم" المشاركات في تلك المواقع، والتي هي الطريق الأولي لضبط المشاركات. ولفت إلى أن الذي يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمثل العقلية الناضجة السعودية، مؤكداً أن المشاركات المكتوبة في تلك المواقع يوجد بها الكثير من عدم الارتباط العقلي أو الشرعي أو العرفي ولا الخلقي، وأنها أمزجة نتاجها لا حدود له، ولا يمكن أن تحصرها. وأكد أن الوزارة عقدت لقاء موسعا استمر ل3 أيام للمسؤولين عن المواقع الإسلامية، ونتج عن هذا التجمع ميثاق شرف، وتم بعد تطبيق الميثاق، ورصدت الوزارة تحسنا في المواقع الإسلامية بمقدار 60 إلى 70%. وأشار آل الشيخ إلى أن الواقع من خلال رصد الوزارة المحدود لما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي أن "المشاركين ركبوا موجة مزاجية في القدح في أي شيء أو تهييج الرأي العام أو نحوه بشكل لا يمكن أن نجعله ظاهرة موقتة"، مبيناً أن هناك رؤية للتعامل مع تلك المشاركات المخلة والمزاجية في أن توجه إلى موضوعات حية يتحدثون عنها. وفي موضوع التبرعات العشوائية اعترف وزير الشؤون الإسلامية بأن الأعمال الإسلامية العشوائية غير محصورة لدى وزارته وغير مقيده، مشيراً إلى أن الناشطين في إيصال التبرعات لديهم رغبة في ألا تعلم عنهم سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج أو ملاحق الشؤون الدينية، إلا أنه استدرك قائلاً بأنها مرصودة بأمان وخالية من الدعم لأنشطة إرهابية، وأن الناشطين في هذا المجال لديهم القناعة بأن القناة الرسمية لا توصله لهدف التبرع الذي ينشده الناشط. .. ويؤكد: نراقب المساجد.. ولا يمكن لقاتل أن يكون "داعية" أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ أن الوزارة تراقب المساجد بشكل مستمر، مندداً في الوقت ذاته من إقدام أحد الدعاة على ارتكابه جريمة قتل في حق ابنته. وقلل آل الشيخ من حوادث استغلال أجزاء من المساجد كمأوى لتخزين المواد المتفجرة من قبل الفئة الضالة، مشيراً إلى أن هناك نوعين من المساجد أحدهما تابع للوزارة، وهناك مساجد أهلية، مشدداً على أنها تأتي تحت مظلة الوزارة من الناحية الإشرافية، وأن تكون ملاحق المساجد وفق هيكلة المسجد والمأذون والمسموح بها، وأنه عند حدوث خلل فإن الوزارة تعالجه في حينه. وأكد وزير الشؤون الإسلامية بأن الداعية الذي أقدم على قتل ابنته ارتكب جريمة كبيرة وأن هذا الشخص لا يمكن أن يكون داعية أو شيخ دين، مؤكداً في الوقت ذاته على أن هذا المدعو لا يتبع لوزارة الشؤون الإسلامية.