فيما باركت المملكة أمس في جلسة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اتفاق المعارضة السورية على إنشاء "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"؛ رحبت الجامعة العربية بالائتلاف، وحثت المنظمات الإقليمية والدولية للاعتراف به. من جهتها اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي بالائتلاف بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري. وفي القاهرة، استبق الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية أمس باجتماع مصغر مع رئيس الائتلاف السوري أحمد الخطيب ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا تناول الاعتراف بالائتلاف الجديد من قبل مجلس الجامعة. وترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، بمشاركة أمين عام الجامعة والمبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، قبل أن يعقد اجتماع لاحق لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية.
اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي أمس ب"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الذي تشكل في أعقاب مفاوضات مضنية في الدوحة أول من أمس، فيما رحب مجلس الجامعة العربية بالكيان الجديد، داعيا دول العالم للاعتراف به. وأفاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني "أن دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق". وأكد في بيان أمس "أن دول المجلس ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان، لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية، ويدعو إلى عقد مؤتمر وطني عام، تمهيدا لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز، ويرتضيها الشعب السوري". وأعرب الزياني عن تطلع مجلس التعاون إلى اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف، وتقديم الدعم اللازم له. وفي القاهرة، رحب مجلس جامعة الدول العربية في مشروع قراره حول "تطورات الأوضاع في سورية" بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية، وتشكيل الائتلاف الوطني، وتقديم الشكر لقطر لجهودها المقدرة لإنجاز هذا الاتفاق. ودعا المجلس في مشروع قراره الذي أعدته اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية في ختام أعمالها مساء أمس باقي تيارات المعارضة للانضمام إلى هذا الائتلاف وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري وتوثيق التواصل مع هذا التنظيم السوري الجامع باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية بصفة مراقب. كما دعا مجلس جامعة الدول العربية إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية، مؤكدا في مشروع قراره ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن الدولي ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية والطلب من رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سورية والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لطرح الموقف الجاري في سورية والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس في هذا الشأن. وكان العربي عقد اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير خارجية تونس رفيق عبدالسلام ورئيس الائتلاف السوري أحمد الخطيب، ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، لبحث نتائج اجتماعات المعارضة في الدوحة، وذلك قبيل الاجتماع الوزاري غير العادي الذي ناقش تطورات الأوضاع في سورية. كما عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية اجتماعا بمقر الجامعة برئاسة الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني ومشاركة العربي والمبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة السفير أحمد عبدالعزيز قطان. وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات الأوضاع في سورية والخطوات الواجب اتخاذها للتعامل معها في ضوء التطورات الجديدة. من جهة أخرى، طالب الإبراهيمي "الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حازم وفوري لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يخص الأزمة السورية. وأوضح في مذكرة الى الجامعة العربية أنه "قام بجولة إقليمية، شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق ومصر ولبنان والأردن وسورية روسيا والصين، ليستكمل بحث سبل وقف إراقة الدماء في سوري"، مضيفاً أن "الأزمة في سورية تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم". وأضاف الإبراهيمي أن لديه أملا في أنه سيحقق خرقا في الصعوبات التي حالت دون تحقيق تقدم في المعالجة السياسية للأزمة السورية، مبلغا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بأنه على اطلاع كامل بكل ما قام به سلفه كوفي أنان وأنه سيكمل ما بدأه كوفي أنان رغم الاختلاف الذى يطرأ على الوضع في سورية بشكل يومي.