انتظمت غالبية أطياف المعارضة السورية في اجتماع موسع بالدوحة أمس وبرعاية دولية بهدف توحيد صفوفها وبحث إنشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام بشار الأسد. وانطلق الاجتماع بحضور شخصيات عربية ودولية بدعوة من قطر والجامعة العربية تحت مسمى "من أجل سورية"، وهو يأتي بعد جدل كبير حول مستقبل "المجلس الوطني السوري" الذي كان يعد حتى الآن الكيان المعارض الرئيس وحول دوره في أية هيئة قيادية. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي للصحفيين على هامش الاجتماع الذي دعت إليه قطر والجامعة العربية "مطلوب من المعارضة الخروج من مرحلة التشتت إلى مرحلة الاتفاق حول جهاز قيادي تكون له مصداقية أمام الشعب السوري في الداخل والعالم الخارجي". ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الاجتماع المعارضة إلى توحيد صفوفها بحسبما أفاد مشاركون في الاجتماع المغلق. ومن بين الحاضرين وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني. وقال العربي على هامش الاجتماع إن "الكل متفقون على أن المعارضة يجب أن تتوحد لكنهم لم يصلوا حتى الآن لإطار يمكن للجميع أن ينضموا إليه". وإلى جانب ممثلين عن المجلس الوطني السوري وفصائل المعارضة الأخرى، شارك في الاجتماع أيضا رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب. وقال حجاب للصحفيين "سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة ونحن متفائلون جدا". وانتخب المجلس ليل أول من أمس في الدوحة قيادة جديدة له يتمثل فيها الإسلاميون بقوة، إلا أن اختيار المكتب التنفيذي والرئيس قد أجل لليوم. واختارت الهيئة العامة للمجلس الأعضاء ال41 الجدد في الأمانة العامة خلال عملية اقتراع في الدوحة ليل الأربعاء "الخميس". وسيقوم أعضاء الأمانة العامة بدورهم باختيار 11 عضوا يشكلون المكتب التنفيذي الذي سيختار الرئيس الجديد للمجلس. وبقي الرئيس المنتهية ولايته عبدالباسط سيدا عضوا في الأمانة العامة الجديدة، إلا أن معارضين بارزين مثل برهان غليون وجورج صبرا ورياض سيف قد خروجوا منها، وبالتالي ليس بالإمكان من حيث المبدأ أن يترأسوا المجلس. ويشكل الإسلاميون ثلث الأمانة العامة تقريبا، بينهم خمسة أعضاء من الإخوان المسلمين. وتتمثل الأقليات العرقية مثل الأكراد والأشوريين في الأمانة العامة الجديدة، إلا أنه لم يتم انتخاب أية امراة في الأمانة. وقال أحمد رمضان العضو الجديد في الأمانة العامة "يمكننا بموجب نظامنا الداخلي إضافة أربعة أعضاء، وبالتالي سنقوم بتعيين امرأتين وعضوين آخرين يمثلان الأقليات الدينية". وبحسب أعضاء في المجلس، فإن العضوين الإضافيين يمكن أن يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين. من جهة أخرى قال مصدر قريب من الحكومة المغربية إن المغرب "حريص" على استضافة اجتماع أصدقاء سورية لكنه يأمل في أن "تجتمع الشروط" المناسبة بمعارضة سورية موحدة "قادرة على لعب دور في تسوية النزاع". وكان هذا الاجتماع مقررا في أكتوبر في المغرب لكنة أرجىء ولم يحدد أي موعد جديد لانعقاده.