انتهت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية الذي سيبدأ أعماله اليوم في القاهرة من إعداد مشاريع أوراق العمل التي ستعرض على المؤتمر والمتمثلة في «وثيقة العهد الوطني» ووثيقة أخرى تتعلق ب «الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية» إزاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة وملامح المرحلة الانتقالية. ووصل إلى القاهرة أمس عبدالباسط سيدا رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية الذي تنظمه الجامعة العربية يومي الاثنين والثلثاء بهدف توحيد مواقفها والخروج برؤية مشتركة من الأزمة التي تعصف بالبلاد. ووجه الأمين العام للجامعة نبيل العربي الدعوة لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لوزراء خارجية العراق (رئيسة القمة العربية) وقطر (رئيسة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية) والكويت (رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة الوزاري) ومصر (الدولة المضيفة للمؤتمر) وكذلك وزراء خارجية تونس وتركيا وفرنسا باعتبارها الدول التي رأست أو سترأس مؤتمر أصدقاء الشعب السوري ونائب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ناصر القدوة. كما وجه الدعوة أيضاً إلى سفراء الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى عدد من سفراء الدول المعنية بالأزمة السورية. وقد دعي للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر أكثر من 250 شخصية تمثل مختلف أطراف المعارضة السورية بأطيافها وتوجهاتها كافة. وكانت تركيا والأمانة العامة للجامعة وفريق المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي أنان رعوا لقاءً تشاورياً للمعارضة السورية في اسطنبول 15 و16 حزيران (يونيو) الماضي، وتم على الإثر تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر القاهرة الذي يضم كل الأطياف السورية المعارضة. وأشارت المصادر إلى أن اجتماع المعارضة لم يلتئم المرة الماضية في اللحظات الأخيرة بعد خلافات على أسلوب توجيه الدعوات، وقالت إن هذا لن يتكرر نتيجة تعاون اللجنة التحضيرية مع الأمانة العامة للجامعة على مسودات وأوراق وأسماء المدعوين والمدعوات. وأوضحت المصادر أن المؤتمر يستهدف التوصل إلى رؤية مشتركة سياسية لأطراف المعارضة السورية حول نقطتين أساسيتين: تحديات المرحلة الراهنة، وتصور المعارضة المشترك لشكل المرحلة الانتقالية، مشيرة إلى أن قوى وأطرافاً كثيرة وجهت لوماً إلى المعارضة لعدم امتلاكها رؤية موحدة، فيما استبعدت المصادر الوصول من خلال المؤتمر إلى شكل تنظيمي أو توحيد مؤسسي لقوى وأطياف المعارضة، ولفتت إلى أنها مسألة شائكة وأن المطروح هو إطار تنسيقي تنظيمي. وصرَّح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن مشاركة أطراف إقليمية ودولية في المؤتمر سيكون فقط في الجلسة الافتتاحية والختامية لإلقاء الكلمات. أما محتوى المناقشات في المؤتمر على مدى يومين فسيكون مخصصاً لأطراف المعارضة السورية من دون تدخل من أحد لصوغ رؤية مشتركة للتعامل مع المرحلة المقبلة.