الانتقال من فريق إلى آخر يشكل عائقا في البداية بالنسبة للغالبية العظمى من اللاعبين، خصوصا إذا أمضوا الفترة التي أمضاها الهولندي روبن فان بيرسي مع أرسنال، لكن يبدو أن "ار في بي" لم يغير سوى القميص بانتقاله من "المدفعجية" إلى الغريم مانشستر يونايتد، لأنه حافظ على المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي بشكل خاص وتمكن من لعب دور هام جدا في المباريات التي خاضها مع "الشياطين الحمر" حتى الآن. كان الأربعاء الماضي الفصل الأخير من مسلسل العروض المميزة التي يقدمها فان بيرسي مع مانشستر هذا الموسم، وذلك بعد أن مهد الطريق أمام فريقه لبلوغ الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا بتسجيله هدف التعادل أمام براجا البرتغالي قبل أن يتمكن واين روني والمكسيكي خافيير هرنانديز من إضافة هدفي الفوز 3/1. شكك الكثيرون بقدرة فان بيرسي (29 عاما) على النجاح في مغامرته الجديدة مع مانشستر وعلى تكرار ما حققه الموسم الماضي مع أرسنال حين سجل 38 هدفا في جميع المسابقات، مما جعله بين أفضل 5 هدافين في القارة العجوز إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والكولومبي راداميل فالكاو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش. لكن النجم الهولندي الذي دافع عن ألوان أرسنال منذ 2004، لم يتأخر في الرد على المشككين من خلال تسجيله 11 هدفا في 14 مباراة خاضها حتى الآن بقميص "الشياطين الحمر". وتشير الإحصائيات إلى أنه لولا الأهداف الثمانية التي سجلها فان بيرسي في الدوري المحلي لكان مانشستر يحتل حاليا المركز ال12 مما يدل على أهميته بالنسبة لفريقه. "كان مذهلا بالنسبة لنا منذ وصوله. تحركاته واختراقاته مذهلة. يتطور من مباراة إلى أخرى".. هذا ما قاله فيرجوسون عن فان بيرسي، مضيفا "من الصعب دائما أن تتعاقد مع لاعبين جدد، لكن فريقا كبيرا مثل مانشستر لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي، عندما علمنا الصيف الماضي بأنه لن يمدد مع أرسنال قمنا بكل ما هو ممكن من أجل التعاقد معه، وقد ترك أثره سريعا". ولم يكن فان بيرسي بحاجة إلى الكثير من الوقت لكي يتأقلم مع شريكه في خط الهجوم واين روني وقد ذكر التفاهم الحاصل بين اللاعبين بأيام الثنائي اندي كول والترينيدادي دوايت يورك الذي قاد يونايتد لثلاثية تاريخية عام 1999 حين توج بلقب الدوري المحلي والكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا. فان بيرسي أكد بعد إعلان خبر تركه لأرسنال والانضمام إلى "الشياطين الحمر" مقابل 32 مليون يورو، أن الطفل في داخله هو الذي أقنعه بالانتقال إلى "أولد ترافورد".. "ماذا أراد؟ كان ذاك الطفل يصرخ مطالبا بمانشستر يونايتد". ويبدو أن هذا الطفل كان مصيبا، لأن النجم الهولندي يستمتع باللعب أمام جمهور "أولد ترافورد" وقد نجح حتى الآن في التحدي الأكبر في مسيرته. "في بعض الأحيان نختلف على الأمور، والآن أنا هنا وأتطلع إلى تحد كبير في حياتي الكروية، التحدي الأكبر أن مانشستر يونايتد يتنفس كرة القدم، النظر إلى اللاعبين، الملعب، المدرب يؤكد ذلك، كما يؤكد أن قراري متخذ في وقت مبكر في ذهني بناء لهذه الأمور". أثبت فان بيرسي لمدربه فيرجوسون أن المجهود الذي قام به الأخير حين اتصل بغريمه اللدود الفرنسي ارسين فينجر للبحث في مسألة انتقال الهولندي من أرسنال، لم يذهب سدى، لأن المدرب الأسكتلندي حصل على لاعب يقدم حاليا أفضل مستوياته الكروية، وقد لعب دورا مفصليا في تأهل فريقه الجديد إلى الدور الثاني من دوري الأبطال وإلى التربع على صدارة الدوري المحلي.