شهدت عوائد موسم الحج ارتفاعا بقدر 5% عن العام الماضي رغم انخفاض عوائد قطاع الإسكان - القطاع الأكبر - بنسبة 10% عن العام الماضي، وتجاوزت عوائد موسم الحج وفقا لتقديرات عدد من المتعاملين في خدمات الحج أكثر من 10 مليارات و500 مليون ريال، تقاسمتها العديد من القطاعات الاقتصادية المعنية بخدمة الحجاج. وتصدر قطاع الإسكان بالعاصمة المقدسة بشقيه الفنادق والعمائر المعدة لإسكان الحجاج المركز الأول من حيث العوائد رغم انخفاضها عن العام الماضي بنسبة 10%. وأرجع رئيس اللجنة العقارية بغرفة مكةالمكرمة الشريف منصور أبو رياش انخفاض عوائد الإسكان إلى سببين، أولهما انخفاض في أعداد الحجاج القادمين، من خارج المملكة عن العام الماضي بنسبة 4% وفقا للإحصائيات الرسمية، وثانيهما لجوء بعض بعثات الحج والشركات السياحية الأجنبية إلى التأخر في استئجار المساكن إلى آخر الأوقات لضرب السوق وخفض الأسعار إلى أدنى مستوياتها، حيث وصل ما يدفعه الحاج لاستئجار السكن إلى "400" ريال مشيرا إلى أن عوائد قطاع الإسكان تصل إلى 4 مليارات ريال تتقاسمها الفنادق والوحدات السكنية. وأوضح أبو رياش أن المنطقة المركزية استأثرت بنصيب كبير من عوائد الإسكان تلتها منطقة محبس الجن والعزيزية والإيجارات تختلف بحسب الموقع والقرب والبعد من الحرم الشريف ولكن بشكل عام الإيجارات تتراوح ما بين 2000-7500 ريال للحاج الواحد. واحتل قطاع الإعاشة بشقيه المطاعم، المطابخ، محلات بيع الوجبات وشركات الإعاشة، المركز الثاني ووصلت عوائده إلى حوالي ثلاثة مليارات ريال وفقا لتقديرات عضو اللجنة التجارية بغرفة مكةالمكرمة زهير نوري الذي أكد أن مطاعم المنطقة المركزية ثم مطاعم العزيزية استأثرت بنصيب كبير من العوائد وحققت شركات الإعاشة ال50 التي تم الترخيص لها عوائد جيدة خلال موسم الحج وخاصة التي أوجدت لها فروعا في المشاعر المقدسة. وحققت شركات ومؤسسات حجاج الداخل أعلى نسبة من العوائد هذا العام بزيادة قدرها 15% عن العام الماضي حيث تجاوزت عوائدها 1,3 مليار ريال توزعت على 253 شركة ومؤسسة. وبين رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة السابق سعد جميل القرشي، أن الشركات والمؤسسات هذا العام حققت أرباحا نتيجة زيادة أعداد الحجاج الذين تقوم بخدمتهم بعد ارتفاع مستوى الوعي لدى شريحة كبيرة من حجاج الداخل، وحرصهم على أداء الفريضة من خلال الشركات النظامية بعيدا عن الافتراش. وحقق قطاع النقل "شركات النقل المنطوية تحت مظلة النقابة العامة للسيارات" وشركة قطار المشاعر نصيبا جيدا هذا العام تجاوزت ال750 مليونا، منها 600 مليون ريال حصلت عليها شركات النقل العاملة تحت مظلة النقابة العامة للسيارات. وكشف نائب رئيس غرفة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة شركة قوافل الدولية للنقل زياد فارسي، أن العوائد توزعت بين 17 شركة منطوية تحت مظلة النقابة العامة للسيارات، وفرت أكثر من 20 ألف حافلة مجهزة بوسائل الراحة لنقل ضيوف الرحمن خلال وجودهم في الديار المقدسة، مشيرا إلى أن متوسط ما يدفعه الحاج للنقل هو 400 ريال، تشمل كامل رحلة الحج، مبينا أن الأسعار لم يتم تعديلها لأكثر من 27 عاما، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، والتزام شركات نقل الحجاج بتوفير جميع المتطلبات والتجهيزات التي تقرها وزارة الحج واللجنة التنفيذية، في سبيل تهيئة جميع الظروف لراحة ضيوف الرحمن. كما حقق صندوق الاستثمارات العامة المشغل لمشروع الخيام المقاومة للحريق عوائد مالية بلغت 478 مليونا قيمة استئجار الخيام، حيث يحصل الصندوق على 250 ريالا عن كل حاج من حجاج الخارج و100 مليون من شركات ومؤسسات حجاج الداخل، التي تتولى استئجار الخيام في مشعر منى من صندوق الاستثمارات العامة، حيث يصل سعر الخيمة في فئة "أ" القريبة من الجمرات إلى 7500 ريال، فيما يصل سعر الخيمة في فئة "ه" القريبة من مزدلفة إلى "1500. وتوقع شيخ الصاغة بمكةالمكرمة بكر الصائغ، أن تزيد عوائد المحلات التجارية بالعاصمة المقدسة بكل أنشطتها على 500 مليون، وقال "شهدت المحلات حركة شرائية جيدة من الحجاج الذين أقبلوا على شراء الهدايا لتقديمها لذويهم"، مشيرا إلى أن محلات الذهب والمجوهرات تعد أقل المحلات التجارية من حيث العوائد بسبب ارتفاع أسعار الذهب، الذي أثر على نسبة المبيعات بشكل كبير فيما حققت محلات الإكسسوارات عوائد جيدة. وأكد رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف عبدالواحد سيف الدين، أن العوائد التي تحصل عليها مؤسسات الطوافة الست ومكتب الزمازمة بمكةالمكرمة ومكتب الوكلاء بجدة ومؤسسة الأدلاء بالمدينة المنورة ثابتة لم تتغير منذ 31 عاما، وهي في حدود 210 ريالات عن كل حاج، تحصل مؤسسات الطوافة في مكةالمكرمة على 166 ريالا، ومكتب الزمازمة على 11 ريالا والباقي بين مؤسسة الأدلاء بالمدينة المنورة، ومكتب الوكلاء بجدة، مقدرا العوائد ب383 مليونا خلاف عوائد الخدمات الإضافية التي تختلف من مؤسسة إلى أخرى بحسب عدد الحجاج ونوعية الخدمات الإضافية، مبينا أن المؤسسات التي تترقب إعادة هيكلة المؤسسات التي بشر بها وزير الحج الدكتور بندر الحجار قبل الموسم والتي ستحدد مستويات من الخدمة تحقق رغبات الحجاج.