اتخذت وزارة الصحة موقفا مترويا من عقار جديد ذي فعالية عالية في علاج الإيدز، كان قد اكتشفه فريق بريطاني بعد إجرائه لتجارب على فئران مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة. وقال المعالج الصحي في وزارة الصحة بالمملكة الدكتور محمد السيد، إن "العقار الذي توصل إليه البريطانيون لا يزال في طور البحث والدراسة، كما أنه لم يتم تداوله في الأسواق، ولا يزال تحت التجارب والاختبارات، لذلك لا يتم التعليق عليه حتى يدخل الأسواق الطبية، ويتم الاعتراف به، وتسجيله من قبل وزارات صحة عالمية، ويتداول بكثرة، ويتم إثبات فعاليته، ونسبة آثاره الجانبية، وتبعا لذلك سيتم تحديد مدة أهميته لمرضى الإيدز بالمملكة". ويأتي ذلك، بعد أن طور فريق دولي من الباحثين تركيبة جديدة من الأجسام المضادة شديدة الفعالية أثبتت جدواها في علاج الفئران المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز". وأشار الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية إلى أن هذه التركيبة الجديدة يمكن أن تكون بديلا عن التركيبات العلاجية الحالية، وطالبوا بإعداد دراسات ميدانية عليها. وتساعد الأساليب العلاجية المتبعة حاليا على خفض فيروس "إتش أي في" المسبب للإيدز بشكل يجعل آثار المرض لا تظهر في التحليلات، غير أن فعاليتها تتوقف بتوقف تعاطي الأدوية، مما يتطلب استمرار تعاطي الدواء بشكل دائم، كما أنه من الممكن أن تكتسب هذه الفيروسات مناعة ضد هذه الأدوية، وغالبا ما يصاب المريض بسلسلة من الآثار الجانبية. ولم تحقق الأجسام المضادة التي كانت تستخدم حتى الآن نجاحا كبيرا بالشكل الذي يحققه العلاج التقليدي، ولكن تطوير الأجسام المضادة شديدة الفعالية، والتي نجح الباحثون في تحسينها بعض الشيء في المختبر يمكن أن يغير من هذا الواقع، حسبما أوضح مايكل سي نوسين تسفايج من جامعة روكفلر في نيويورك، والعديد من الباحثين الآخرين من بينهم باحثون من عدد من الجامعات الألمانية. جرب الباحثون خلال العديد من التجارب المخبرية فعالية الأجسام المضادة على الفئران، وذلك بعد أن زودوا هذه الفئران بنظام مناعي شبيه بالنظام البشري بمساعدة خلايا جذعية من الكبد البشري، وذلك حتى يتمكنوا من نقل عدوى الفيروس المسبب لنقص المناعة. وحصلت مجموعة من الفئران فقط على نوع من الأجسام المضادة، في حين حصلت مجموعة أخرى على تركيبة من ثلاثة أجسام مضادة، وحصلت مجموعة ثالثة على تركيبة من خمسة أجسام مضادة. وجد العلماء أن التركيبة المكونة من خمسة أجسام مضادة هي الأكثر نجاحا، حيث أدت إلى خفض الفيروسات في دم الفئران خلال ستة إلى سبعة أيام، وحتى انتهاء العلاج، وذلك مقارنة بنسبة هذه الفيروسات قبل بدء العلاج.