تمكنت وحدات التدخل في حوادث تسرب المواد الكيميائية والإشعاعية والمشاركة ضمن قوات الدفاع المدني في حج هذا العام من السيطرة على انتشار "افتراضي" لغاز الأمونيا بمنشأة الجمرات وتطهير موقع التسرب وإخلاء الحجاج المصابين جراء إستنشاق الغاز إلى نقاط الفرز الطبي. ونجحت قوات الدفاع المدني خلال الفرضية التدريبية للتعامل مع حوادث المواد الخطرة التي تم تنفيذها بمنشأة الجمرات بإشراف قيادة الدفاع المدني في مشعر منى ، في رصد وتحديد نوع الغاز الملوث عن طريق رصد وتحليل المواد الكيميائية ومعرفة مصدر التلوث وإبلاغ عمليات الدفاع المدني التي وجهت وحدات التطهير لموقع الحادث لتقديم الإسعافات العاجلة للمصابين ونقل الحالات الحرجة إلى المراكز الطبية المتخصصة. وأوضح قائد فريق التدخل السريع بقوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات المقدم عبدالله أحمد الغامدي أن الفرضية تهدف إلى الوصول لأعلى درجات الجاهزية للتعامل مع إحتمالات تسرب الغازات السامة في منطقة الجمرات ، مبينا أن وحدات التدخل تعاملت مع التسرب الإفتراضي لغاز الأمونيا من أحد المحلات التجارية كما هو مخطط لها، عن طريق فريق الرصد الذي يتولى قياس نسبة الغاز في الهواء، وتحديد مصدره والتعرف على نوعية المادة الكيميائية الملوثة بينما تولى فريق آخر إسعاف المصابين الذين لم يتجاوز عددهم خمسة حجاج ونقلهم إلى منطقة التطهير ، وتطهيرهم بالكامل بالماء ثم نقلهم إلى منطقة الفرز الطبي لإسعافهم ، إضافة إلى تطهير كامل أعضاء الفريق المشارك في مباشرة الحادث. وأكد أن تدريبات وحدات التدخل في حوادث المواد الخطرة تأخذ بعين الاعتبار احتمال التلوث العمدي خلال موسم الحج ، حيث توجد العديد من الفرق المتخصصة لرصد أي إنتشار للغازات السامة من خلال أجهزة تعطي قراءات فورية لإتخاذ الإجراءات المناسبة. فيما أوضح ضابط الرصد في مشعر منى المقدم صلاح سيار الشمري من جهته أن عمله يكمن في رصد الغازات السامة وكذلك نسبة الإشعاعات في مواقع الأنفاق ، مبينا أن لديهم أجهزة متعددة ومتوفرة تمكن من الحصول على قراءات دقيقة عن نسبة الغازات في المواقع المهمة والحساسة وترسل أي معلومات عن رصد أي ملوثات بالمواد الخطرة آلياً إلى قيادة الدفاع المدني بمشعر منى ، وتظهر النسب لجميع المسؤولين عن طريق الأجهزة الرقمية "الآيباد". بدوره أفاد الضابط المشارك في وحدة عمليات الحماية المدنية في مشعر منى الرائد سعد علي الشهراني أن عمل الوحدة يتمثل في رصد البيانات التي تعطى من قبل العاملين في الميدان عن أي كشف لتسرب المواد الكيميائية والبيولوجية وفي حال رصد أي مادة من تلك المواد يتم البدء في عمليات التطهير وإنقاذ المصابين في موقع الحادثة والتأكد من سلامتهم والقيام بجميع أعمال التطهير.