لا تمضي أيام إلا ويقام في جدة معارض تشكيلية تجعلني أطلق عليها عروس الفن، فاحتضنت عدد من المعارض الفنية لفنانين وفنانات من المملكة وخارجها منها معرض الفنانة التشكيلية الفرنسية ماجلي جينيلوت في صالة النشاط الثقافي بالقنصلية الفرنسية بجدة والتي قدمت فيه أكثر من 28 عملا فنيا وشرف هذة التظاهرة الفنية القنصل الفرنسي كريستيان نخلة الذي ألقى كلمة رحب فيها بالحضور وأبدى إعجابه بأعمال الفنانة ماجلي كما حضر الفعالية الملحق الثقافي بالقنصلية الفرنسية سيباستيان وعدد من القناصل بجدة وعدد كبير من الحضور وعن أعمالها قالت الفنانة ماجلي قدمت في هذا المعرض أعمالاً متنوعة غلب عليها الغموض وهذا المعرض أول معرض أقيمه في جدة التي تشهد حراكاً فنياً جميلاً وأقول ذلك بعد أن زرت عدداً من القاليريهات والتي احتوت على أعمال جميلة وأعجبني الخطوط العربية والتي شاهدتها في عدد من الأعمال وهذا المساء من الأمسيات الجميلة والتي اكتملت بحضور هذا العدد الكبير من متذوقي الفن التشكيلي من جميع الجنسيات. وبالقرب من بحر جدة الجميل استضاف بيت التشكيليين الذي عودنا على التميز واحتوائه للتشكيليين وإبداعاتهم وكان الموعد مع الفنانة القديرة نوال مصلي والتي قدمت 39 عملا عن ربوع بلادي تناولت فيها الطبيعة والتراث لعدد من مناطق المملكة وحول هذا المعرض قالت الدكتورة الفنانة الأكاديمية إلهام جان معرض الأستاذة نوال من المعارض الرائعة والجميلة والتي أتمنى أن ينتقل إلى خارج المملكة لما يحويه من دقة وتميز للفنانة السعودية وهذا المعرض يحتوي على مجموعة من الأعمال القوية والتكوينات الأقوى ومجموعة من القصص والعبر التاريخية عبر بلادنا الحبيبة ومن خلال هذا المعرض استرجعت ذكريات الطفولة واللعب في البساتين والمزارع في الطائف والمنطقة الجنوبية من بلادنا الحبيبة التي تزخر بالكثير من الجمال الطبيعي والذي أبرزته الأستاذة نوال عبر أعمالها هذا المساء والتي تعتبر امتداد لما قدمته من أعمال سابقة وأنا كأكاديمية وأدرس في مجال الفن عرضت بعض أعمالها على طالباتي وانبهروا منها وأتمنى أن تكون أعمالها مرجعاً للطلاب والطالبات في المراحل الأكاديمية وأتمنى من الإعلام أن يهتم بالفنانات وإبراز إبداعاتهم. وعلى صالة عبدالله القصبي بالمركز السعودي للفنون التشكيلية أقامت وزارة الثقافة والإعلام المعرض الشخصي الثامن للفنان فهد خليف « مسيرة « افتتحته سيدة الأعمال مضاوي الحسون قدم خليف أكثر من أربعين لوحة فنية شملت العديد من مراحله الفنية وقال: منذ الطفولة بدأت الصور بكل ما تحتويها من قيم وعناصر فنية تجذبني إليها، شيئا فشيئ أخذت النظر إليها بعمق أكثر وتمعن حتى بدأت أكتشف سر جماليتها والعلاقات التي تربط الخطوط والألوان والمساحات والفراغات. تعمقتُ أيضا بالتفكير في الإنسان والعلاقات التي تربط البشر ببعضها ودور التراث المحلي والثقافة عموما في ذلك، ففكرت ملياً كيف يمكنني أن أجمع تلك العلاقات الإنسانية ونظرتي للحياة وإحساسي بالجمال عبر قيم فنية راقية وأتواصلُ مع من حولي وأعبر عن أفكاري وأحاسيسي بصرياً مستنداً على تراثي الجنوبي وثقافتي العربية السعودية لأوصلَ من خلالهما رسالتي ورؤيتي الفنية بأسلوب عصري حديثٌ يخاطب العالم أجمع.. من جانب آخر وبمشاركة نخبة من نجوم الفن التشكيلي السعودي والعربي بواقع عشر لوحات لكل فنان تتراوح أسعارها بين ثلاثمائة ريال إلى ألفين ريال ينظم اتيليه جدة للفنون الجميلة وللعام الرابع علي التوالي معرض لوحة في كل بيت وذلك يوم الأحد القادم وتفتتحه سيدة الأعمال نادية الزهير للسيدات، كما يفتتحه الفنان القدير طه الصبان في اليوم التالي مباشرة للرجال. وقال الفنان والناقد المعروف عبدالله إدريس كيف تكون اللوحة الصغيرة عملا موازيا للوحة الأكبر مساحة؟ من خلال هذا المفهوم يستطيع الفنان التشكيلي إقامة بنائية عمله التشكيلى داخل اللوحة الصغيرة، وفي عالم الفن ليس هناك مقاييس واضحة ومحددة كتحديد المساحة ولكنه مصطلح تشكيلي.. ومن جانبه قال هشام قنديل مدير اتيليه جدة ومنظم المعرض: إنه لم يكن الهدف من إقامة المعرض هو الربح المادي بقدر ما هو بذل ما نمتلك من جهد وطاقة علي المساهمة في جعل الفن التشكيلي جزءا أساسيا وضروريا في حياتنا خصوصا أن هناك فجوة كبيرة بين الفنان والمجتمع وبقيت القاعدة الشعبية منفصلة تماما عن الفن التشكيلي ونحن بالفعل في أمس الحاجة إلى تواصل اجتماعي حقيقي ووضع علامات الطريق وشق ممرات أكثر يقينية للوصول إلى الهدف المنشود وضرورة الارتقاء بالذوق الجمالي العام.