فيما أجبر تنظيم القاعدة، نائب القنصل السعودي في عدن "المختطف" عبد الله الخالدي على الظهور في شريط مصور يعد الثالث منذ اختطافه مطلع مارس الماضي، للمطالبة بالإفراج عن بعض من ثبت تورطهم بأعمال أمنية مخالفة للأنظمة، وصف وزير الإعلام اليمني علي العمراني، الوسيلة التي يسلكها تنظيم القاعدة في القضية بأنها "مساومة وابتزاز". وقال في تصريح إلى "الوطن" أمس، "ما دام الرجل إلى الآن لم يطله أي ضرر، فهذا أمر مُبشر نوعاً ما، أو مُطمئن إن جاز التعبير"، في حين أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر ل"الوطن"، أن المملكة لم ولن ترضخ لمثل هذا الشكل من الابتزاز، خصوصاً أن الدولة تسير وفق ثوابت ترتكز على الوضوح والحزم في التعامل مع الإرهاب. وبالتزامن مع ذلك، تمكنت السلطات اليمنية من قتل أحد أخطر قادة جماعة أنصار الشريعة المدعو نادر الشدادي. وأكدت مصادر بوزارة الدفاع أن وحدات مشاة تدعمها مجموعات من مقاتلي اللجان الشعبية هاجمت صباح أمس معقلا سريا لمسلحي التنظيم في منطقة الجبلين واشتبكت معهم مما أدى إلى مقتل الشدادي مع عدد من رفاقه. واصل تنظيم القاعدة محاولاته ابتزاز المملكة، عبر بثه شريطاً هو الثالث خلال أقل من عام، لنائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، الذي اختطفه التنظيم التخريبي مطلع مارس من العام الجاري 2012، مقابل المطالبة بالإفراج عن بعض من ثبت تورطهم بشكلٍ أو بآخر في أعمالٍ مخالفةٍ للأنظمة في البلاد. ويُجمع مراقبون على أن المملكة لن تخضع لسياسة الابتزاز، الذي بات التنظيم يتبناه مؤخراً، ولجأ لإملاء عباراته على الخالدي في الشريط الأخير الذي بُث على شبكة الإنترنت أمس، والذي بدا فيه الخالدي مُلتحياً أكثر مما كان عليه في الشريط السابق. وأكد رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن عثمان بن صقر ل"الوطن"، أن المملكة "لم ولن ترضخ لمثل هذا الشكل من الابتزاز، باعتبارها ثوابت تسير وفقها الدولة، ترتكز على الوضوح والحزم في التعامل مع الإرهاب بأي طريقةٍ كانت". وقال بن صقر ل"الوطن" أمس، في أعقاب انتشار الشريط المصور للخالدي، "الثوابت المعروفة في سياسات الدولة تبقى ثابته، كالتعامل مع الإرهاب مثلاً، المملكة لن ترضخ لمثل هذه التصرفات والسلوك الذي سلكه التنظيم، وأقدم على مثل هذا الفعل الشنيع". ووصف وزير الإعلام اليمني علي العمراني، باتصالٍ أجرته معه "الوطن" الطريقة التي يسلكها التنظيم في التعامل مع قضية الخالدي ب"مساومات وابتزاز"، وعلى التنظيم أن يثق أن الأمر إنساني بالدرجة الأولى، وأن يتعامل مع الدبلوماسي كأب لأطفال بإنتظار عودة والدهم سالماً وألا يطاله ضرر. مؤكدا أن خروج الخالدي من جديد يكشف أنه لم يتعرض لأذى وهو الأهم في القضية.