تختتم في جوانتانامو اليوم المحاكمة التمهيدية لخمسة من المتهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وبتمويل هجمات 11 سبتمبر. ومثل العقل المدبر للهجمات خالد شيخ محمد، أول من أمس، أمام المحكمة العسكرية مرتديا سترة عسكرية مرقطة بدون أكمام وشن هجوما لاذعا على الأميركيين فيما وصفه القاضي بأنه " أمر لن يتكرر". وقال المتهم الباكستاني المولود في الكويت في اليوم الثالث من محاكمة تمهيدية في القاعدة العسكرية الأميركية في جوانتانامو بكوبا إن الرئيس الأميركي "يستطيع أن يشرع عمليات القتل باسم الأمن القومي للمواطنين الأميركيين". وقال "كل ديكتاتور يمكنه اختيار" تعريفه للأمن القومي. وأضاف "كثيرون يمكنهم أن يقتلوا أشخاصا باسم الأمن القومي، كثيرون يمكنهم أن يعذبوا أشخاصا باسم الأمن القومي ويحتجزوا أطفالا باسم الأمن القومي، أطفالا قاصرين". وكان محمد يتحدث بهدوء بالعربية وينتظر لحين ترجمة كل جملة من جمله إلى الإنجليزية. وكونه تعلم في الولاياتالمتحدة كان في بعض الأحيان يتوقف لتصحيح المترجم. وقال "باسم الله ... عندما تعرب الحكومة عن حزنها لأن ثلاثة آلاف شخص قتلوا في 11 سبتمبر فيجب أن نشعر بالأسف كون الحكومة الأميركية، قتلت ملايين الأشخاص باسم الأمن القومي". وفي إشارة واضحة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل في عملية لقوة أميركية في باكستان العام الماضي قال "بإمكان الرئيس أن يأخذ شخصا ما ويرميه تحت البحر باسم الأمن القومي". وختم خالد شيخ محمد الذي أرخى لحية كثيفة محناة وعلى رأسه عمامة بيضاء "دمنا ليس من الماء". وبعد هذا الهجوم اللاذع حذره القاضي جيمس بول بأن لن يسمح له بالحديث مجددا. وقال القاضي "لم أقاطعك .... هذا أمر لن يتكرر". وسمح لمحمد الذي يعرف عنه بالأحرف الأولى من اسمه الثلاثي بالتحدث بتأخر 40 ثانية في البث للسماح بالتشويش على أقواله في حال تطرق لمسائل حساسة. واحتجز محمد في سجن سري للاستخبارات المركزية الأميركية "سي.آي.إيه" من 2002 إلى 2006 وأقرت الحكومة أنه تعرض 183 مرة لتقنية الإيهام بالغرق. ويواجه المتهمون الخمسة في القضية، خالد شيخ محمد ومصطفى أحمد الحوسوي ووليد بن عطاش وعلي عبد العزيز علي ورمزي بن الشيبة، عقوبة الإعدام في حالة الإدانة.