شن العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 خالد شيخ محمد خلال مثوله امام المحكمة العسكرية الاستثنائية في قاعدة غوانتانامو في كوبا، هجوماً لاذعاً على الأميركيين، قبل ان يعلن القاضي الكولونيل جيمس بول «بعدم تكرار الأمر». وقال المتهم الباكستاني الذي ارتدى سترة عسكرية مرقطة بلا اكمام، في اليوم الثالث من جلسات الاستماع التمهيدية لمحاكمته مع 4 آخرين في قضية اعتداءات 11 ايلول: «يستطيع الرئيس الأميركي تشريع عمليات القتل باسم الأمن القومي»، علماً أن اقواله خضعت لإجراء تأخير بث تصريحه بتأخير 40 ثانية، من اجل السماح بالتشويش على اقواله في حال تطرق الى مسائل حساسة. وزاد: «كل ديكتاتور قادر على اختيار تعريفه للأمن القومي، يسمح بقتل وتعذيب اشخاص واحتجاز اطفال قاصرين»، علماً ان الإدارة الأميركية اقرّت بتعرضه 183 مرة لتقنية «الإيهام بالإغراق» غير الشرعية خلال احتجازه في سجن سري لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) بين عامي 2002 و2006. ورأى متكلماً بالعربية مع التدخل احياناً لتصحيح المترجم انه «حين تبدي الإدارة حزنها لمقتل 3 آلاف شخص في 11 ايلول، فيجب ان نأسف لقتلها ملايين الاشخاص باسم الأمن القومي». وفي اشارة واضحة الى زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن الذي قتل في عملية نفذتها وحدة كوماندوس اميركية في باكستان العام الماضي، قال خالد الشيخ: «يستطيع الرئيس اخذ شخص ورميه في البحر باسم الامن القومي». وبعدما ختم كلامه بالقول: «دمكم ليس من ذهب، ودمنا ليس من ماء»، حذره القاضي بول بأن لن يسمح له بالحديث مجدداً، وقال: «لم اقاطعك. هذا امر لن يتكرر». ويسعى الدفاع الى منع ادارة الرئيس باراك اوباما من تقديم حجج تفيد بأن «معاملة المتهمين والتعذيب المزعوم خلال عمليات الاستجواب في السجون السرية ل «سي اي اي» قبل ارسالهم الى غوانتانامو عام 2006، تصنف بأنها سرية حفاظاً على الأمن القومي. وجرى تشويش جزء من مرافعات جلسة اول من امس، حين قدم احد محامي الدفاع كيفن بوغوسكي «اشارة محددة لأسلوب استجواب سري مفترض» وفق ما شرحه القاضي بعد استئناف البث. وقال بوغوسكي: «اذا ضربتك لا اقدم لك معلومات، اذا علقتك بالسلاسل من السقف لا اقدم لك معلومات»، موضحاً ان المعلومات فقط يمكن تصنيفها بالسرية، وليس ذكريات التجارب.