عبر مواطنون عن معاناتهم في تأخر إنجاز عملياتهم المصرفية في عدد من البنوك، حيث يطول انتظارهم إلى أوقات تصل إلى أكثر من ساعة في بعض الأحيان، وفيما أرجع بعضهم ذلك إلى قلة عدد الموظفين في الفروع، نفت لجنة التوعية المصرفية السعودية أن يكون هناك نقص في الموظفين. وذكر المواطن فؤاد ناشي، أنه ذهب إلى أحد البنوك لفتح حساب لزوجته؛ لأنه أحد متطلبات برنامج "حافز"، وتفاجأ أن هنالك مواعيد ينظمها البنك لفتح هذه الحسابات، وربما يمتد الانتظار لأكثر من أسبوع حتى يصل الدور، وقال: "كان المبرر من قبل البنك هو قلة عدد الموظفات في البنك النسائي الذي يعج بالمراجعات"، ويضيف "راجعت عدة بنوك بعد ذهابي لهذا البنك، وكلها عندما تسمع ب "حافز" تعطيني موعدا بعيدا، وفسر لي أحد الموظفين تلك المواعيد بأن الحساب الذي يقوم البنك بفتحه لغرض "حافز" يعتبر حسابا راكداً"، ويستطرد "فلو كانت زوجتي موظفة لقام بفتح حساب لها في الحال؛ لأنه سيكون حسابها جاريا في هذه اللحظة"، مشيرا بأن الموظف قد أخبره أن هنالك فرقا كبيرا بين الحسابين. من جانبه، أكد المواطن عبدالكريم علي، مكوثه في أحد البنوك لأكثر من ساعة، ليصل إلى خدمات العملاء لاستلام بطاقة صرافه الآلي الجديدة، معللا بأنه ليس هناك إلا موظف واحد فقط، وقال "الغريب أن هناك نحو 9 مكاتب لخدمات العملاء لكنها خالية من الموظفين". ولاحظ المواطن يوسف النغير أن "البنوك تفضل المراجعين الذين يأتون لغرض الاقتراض أكثر من غيرهم"، مؤكدا وجود هذا التفضيل في النظام الإلكتروني، بحيث إذا اختار العميل خدمة القروض، يتم خدمته بشكل أسرع من غيره الذين يطلبون خدمات أخرى، حتى إنه من الممكن أن يذهب مباشرة إلى موظف خدمة العملاء وبدون انتظار، وأضاف، "هذا فيه ظلم للعميل، فكلنا نبحث عن مصلحتنا بغض النظر عن تقديم الخدمة للعملاء على وجه المساواة". من جانب آخر أكد المواطن مالك عباس، الذي كان يعملا مصرفيا في السابق، أنهم كانوا يعانون من ضغط العمل بشكل كبير؛ بسبب النقص الواضح في عدد الموظفين، وقال: "البنوك تفتتح فروعا إضافية لغرض المنافسة مع البنوك الأخرى، ولكن تجد أكثر من نصف المكاتب في هذه الفروع الجديدة فارغة، مما يؤثر سلبا على خدمات العملاء في البنك، ويكمل عباس: "من المفترض أن تتم خدمة العميل في مدة وجيزة، ولكنها تتجاوز الساعة إلى الساعة والنصف لقلة عدد الموظفين"، مشيرا إلى أن البنوك تتقاضى أرباحا كبيرة من العملاء، لكنها لا توظف بعدد كاف لتوفر رواتبهم. من جانبه نفى الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت زكي حافظ، أن يكون هناك أي نقص في الموظفين والموظفات في البنوك السعودية، وقال: "إن عددهم الآن تجاوز 37 ألفا، ونسبة السعودة بلغت أكثر 86%، والموضوع لا يتعلق بعدد الموظفين في البنك وإنما يتعلق أكثر بوجود موظفين مؤهلين في الفروع".