تقاذفت البنوك السعودية المسؤولية عن أزمة فتح حسابات بنكية للمواطنين فيما بينها وبين وزارة العمل، ففي الوقت الذي امتنعت كثير من البنوك التعليق على هذه الأزمة وواصلت مؤسسة النقد العربي السعودي صمتها وعدم تجاوبها مع تساؤلات وسائل الإعلام، أفصح مسؤول في أحد البنوك المحلية (طلب عدم الكشف عن اسمه) عن أن هناك عدم توازن في الاشتراطات والالتزامات بين البنوك السعودية بعضها البعض في إجراءات فتح الحسابات البنكية، مشيرًا إلى أن بعض البنوك تضع شروطًا تعجيزية كشرط الرصيد المبدئي لفتح الحساب بما لا يقل عن خمسة آلاف ريال، واخرى لا تشترط ذلك مما يسبب تدافع المواطنين والراغبين في فتح حسابات بالاتجاه إلى هذا البنك عن ذاك. واوضح المسؤول أن قلة فروع البنوك المحلية في المحافظات الصغيرة كانت وراء تلك الازمة، إذ إن معظم البنوك لا تفتتح فروعا لها في تلك المحافظات، مما تسبب في زيادة الزحام على فروع بنوك محددة متواجدة لديهم في تلك المحافظات، بالإضافة إلى توافد معظم هؤلاء الراغبين في الحصول على حسابات بنكية إلى المدن الرئيسية كجدة ومكة المكرمة والمدن الرئيسية مما سبب في طول مدة الانتظار. من جانبه أكد وزير العمل المهندس عادل محمد فقيه، في رده على سؤال ل «المدينة» أمس الأول حول تسبب برنامج «حافز» في هذه الأزمة، أن وزارته تدرس هذا الأمر وستصدر بيانًا خلال ايام قليلة حول هذا الموضوع. ولكن مسؤول احد البنوك الذي تحدث ل «المدينة» ابدى استغرابه أن تفاجئ وزارة العمل البنوك والمواطنين باشتراط فتح حسابات ولا تمنحهم سوى 20 يومًا لهذا الاجراء الذي يتطلب اكثر من ذلك خاصة وان كان من المفترض على الوزارة أن تنسق مع البنوك او بعضها لفتح هذه الحسابات بشكل تدريجي او على فترات زمنية طويلة. وما زالت أزمة فتح الحسابات خاصة بين الشباب والشابات الذين يسابقون الزمن، مستمرة قبل انتهاء المدة المحددة لبرنامج «حافز»، وتتزامن ازمة الزحام والتكدس مع المواعيد الطويلة والانتظار لتشكل مصدر ازعاج لهؤلاء الشباب، الذين أجبروا على الذهاب لبنوك أخرى وضعت شروطا تعجيزية من اجل فتح حسابات ل «حافز» «المدينة» حاولت معرفة أسباب تلك الزحام حيث، يقول المواطن عبدالإله الشمراني، هناك بنوك تعتزر للمتقدمين لفتح حسابات بشكل غير مباشر حيث تقوم بعرض شروطها التي لا تتوافق مع المتقدم مما يجعله يذهب لبنك آخر تكون اقل تعقيدًا في الإجراءات. واضاف الشمراني: هذه الطريقة تسبب زحاما على بنوك محددة مما ينتج عنه تأخر في مواعيد المراجعة. *عميل قديم ويتذكر المواطن عبدالله الحارثي قبل شهر، عندما جاء إلى احد البنوك المدون بها كعميل قديم» منذ 15 عامًا» بهدف الحصول على قرض ميسر لإقامة مشروع بسيط، فكان الترحيب من قبل الموظف المختص، وقدم لي خدمة يشكر عليها. ويستطرد حديثه: جئت عند نفس الموظف بهدف فتح حساب لأحد أبنائي المتقدمين أخيرًا» لبرنامج حافز» ولكنني تفاجأت برفض فتح حساب لابني من قبل الموظف وعند سؤالي عن السبب، تعلل بالزحام، وكثرة الاستثمارات الموجودة لديه لفتح حسابات جارية جديدة. من جانبه أوضح مصدر مسؤول في أحد البنوك المحلية «فضل عدم ذكر اسمه»: أن معظم الزحام التي تشهده البنوك خلال هذه الأيام يرتكز بشكل كبير على بنكين أساسيين. واضاف المصدر: أن بعض البنوك تشترط مبلغًا ماليًا لفتح الحساب مما جعل المتقدمين يتجهون لبنوك أخرى وهو ما أدى إلى تكدس الزحام في هذه البنوك وتأخر مواعيد فتح الحساب، كما أن كثيرًا من البنوك لا تقوم بفتح فروع لها في المحافظات الصغيرة وهذا ما سبب اتجاه معظم المتقدمين على البنوك الكبيرة المتواجدة داخل تلك المحافظات مما زاد فترة الانتظار داخل صالات المراجعة وحصولهم على مواعيد بعيدة جدًا. واضاف: أن وزارة العمل أعطت مهلة محددة للمستفيدين من برنامج حافز لفتح حسابات جارية مما أدى لتعرض معظم العاملين في تلك البنوك لتكدس الكثير من الاستمارات التي يتوجب إنهاؤها في أسرع وقت بالإضافة للعملاء الآخرين لأن البنوك لديها حسابات مقدمة من كل أفراد المجتمع وليس فقط المتقدمين لحافز واضاف المصدر: هناك بنوك لديها تكدس كبير في الطلبات بينما هناك بنوك أخرى لا تتعرض لأي ضغوطات لأسباب ومنها الشروط المقدمة من تلك البنوك التي لا تتناسب مع المواطن المتقدم لفتح حساب «جاري». ويقول المصدر: لا بد من وزارة العمل أن تصدر قائمة بالبنوك الأكثر مشاركة في فتح حسابات «برنامج حافز» بالإضافة للبنوك التي لم تتأثر أو اقل ضغطا، لافتا بأن هذه الخدمة للشباب والشابات تعتبر خدمة وطنية. *البنوك مستفيدة يقول الدكتور طارق كوشك الخبير الاقتصادي بجامعة الملك عبدالعزيز (ان من مصلحة البنوك أن تقوم بفتح حسابات للمواطنين وهي المستفيد الاول حيث إذا تم تسهيل الإجراءات للعميل فحينها سوف تحصل على أكبر عدد من العملاء فبعد عملية فتح الحساب فهناك أمور كثيرة سوف تتم .ومنها على سبيل المثال» حصول البعض من المواطنين على بطاقة ائتمانية بالإضافة إلى اتجاه بعض العملاء إلى الاقتراض من تلك البنوك في المستقبل.