تجاوز مقتل الطفلة "تالا" على يد العاملة المنزلية أنواع التحليلات والأحاديث كافة، ليصل إلى تبادل الرسائل التحذيرية عن العاملات بين بعض مستخدمي برنامج ال"واتس أب" في المجتمع، الأمر الذي يدل على ظهور فوبيا جديدة، يمكن أن يطلق عليها "فوبيا تالا". وكان بعض المستخدمين قد بدأوا بسرد مواقف وقصص بدت وكأنها حقيقية رغم ما يشوبها من المبالغة، وعدم العقلانية، منها ما يتعلق بالقتل والجرائم، والآخر يتعلق بالسحر والشعوذة. وذكرت إحدى هذه الرسائل غير الواقعية أن أحد الآباء قام بحمل جوال عاملته الإندونيسية بعد أن لاحظ شرودها المستمر، وتعلقها بالجوال بشكل مريب إلى مكتب دعوة الجاليات، وفوجئ بما احتواه جوالها، حيث أخبره المترجم أنه تم اتفاق عاملات على ارتكاب جرائم في الثامن من شهر أكتوبر من 2012 انتقاما للعاملة قاتلة "تالا" والتي تحاكم حاليا في المدينةالمنورة"، وتم التأكيد في نهاية هذه الرسالة بجملة نصها "انتبهوا ولا تهملوا إرسالها، فربما تكون سببا في نجاة طفل، أو عائلة .. هذي المصيبة". وفي رسالة أخرى كان السحر هو سيد الموقف، وكأن به جانبا إلكترونيا، فجاء في بعضها أن أسرة لديها عاملة إندونيسية تبكي من يومين، وعندما سألتها عن السبب، قالت إن أباها اتصل عليها، وحذرها من استقبال رسائل sms من إندونيسيا تحث على القتل، وهذه الرسائل فيها رابط إذا تم فتحه يتلبس الجن بهذه الخادمة، فقامت العاملة، وأعطت جوالها صاحبة المنزل وقامت بإقفاله". ورجح العميد متقاعد بشرطة تبوك صالح الحربي أن "هذه الرسائل لا تعدو كونها إشاعات انتشرت عبر وسائل الإعلام، وقال إن "عدم وجود دليل دامغ يرجح أنها إشاعة كبيرة ومنتشرة، ولا يستبعد أن الجهات الأمنية، ومن باب الاحتياط تتحرى عن مثل هذه الإشاعات". ويضيف "أما عن المواطنين فلابد أن يكون الإنسان محتاطا في كل الحالات مع كل من يتعامل معه، ويتوقع منه الشر، وليس الأمر محددا وموجها فقط للعاملات". ويشير الحربي إلى أن بشاعة الجريمة والتناول الإعلامي، هي التي أذكت مثل هذه الشائعات، مبررا بأنها كونت رأيا عاما متخوفا وقلقا، محذرا من نشر الخوف والإشاعات بين أفراد المجتمع. ومن جهته علق رئيس وحدة مكافحة السحر التابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتبوك الشيخ منصور الفرشوطي على "البرود كاست" الذي يحذر من رسائل sms تحمل سحرا في طياتها يستهدف العاملات، أن "هذا ليس له أساس من الصحة، وأرجع السبب إلى أن السحرة هم أجهل وأبعد من أن يستعملوا الرسائل، أو حتى الكمبيوتر في أعمالهم السحرية، إضافة إلى أن السحر لا ينعقد لمجرد قراءة رابط إلكتروني، أو بعض الكلمات أو حتى الكتب، بل يتعقد بأخذ صورة للمسحور، أو أثر من ملابسه، أو ما شاكل ذلك، أو أخذ اسم الرجل، واسم أمه، فالسحر علم وله طرق معروفة". واستدرك الفرشوطي بقوله "أنا لا ألوم الناس في حديثهم، وتأثرهم بمقتل الابنة تالا الشهري، ولكن لا ينبغي المبالغة في هذا الحدث أكثر من اللازم"، مضيفا "نحن ملزمون بالحد الشرعي، والتزام السنة في التعامل مع الجناة، وكذلك في المعقول من ردة الفعل في مقابل مثل هذه القضايا المؤلمة"، ناصحا بعدم تبادل هذه الرسائل التي لا تعبر عن مجتمعنا ووعينا الإسلامي.