بلغة لا تخلو من ركاكة ومضمون لا يخلو من الفجاجة، تداولت مواضع التواصل الاجتماعي ووسائط الهواتف النقالة رسالة مزورة منسوبة لوزير العمل، يحث فيها المواطنين على سرعة تسفير الخادمات اللاتي يعملن في منازلهم اتقاء لشرورهن. تتحدث تلك الرسالة بسذاجة عن ساحر يحرك الخادمات عن بعد عبر رسائل الجوال، للقيام بجرائم محددة في البيوت التي يعملن فيها، وقد راجت تلك الرسالة في أعقاب جريمة القتل التي نفذتها الخادمة الإندونيسية ضد الطفلة البريئة تالا. وإذا كنا نعلم أن في بيوتنا ومنذ عقود مئات الآلاف من الخادمات سواء كن بعقود نظامية أو غير نظامية، فإن انتهاز حادثة عارضة معزولة لشن حملة شعواء على هؤلاء الخادمات أمر لا يخلو من نزعة عنصرية كامنة فينا، تنتظر الفرصة الملائمة كي تتفجر على هذا النحو الذي يجمع بين القبح في التعامل والسذاجة في التفكير على النحو الذي كشفت عنه تلك الرسالة المزورة. هذه النزعة العنصرية تتجاهل أننا نحن من سعى لاستقدام أولئك الخادمات من بلدانهن، فهن لم يطرقن أبواب بيوتنا بحثا عن عمل، كما تتناسى تلك الرسالة أن حاجتنا إلى عمل أولئك الخادمات لا تقل عن حاجة أولئك الخادمات إلى الأجر، نعطيه إياهن مقابل ما يقمن به من عمل. لم تكن جريمة قتل تالا أول جريمة ترتكب ضد الطفولة، فقد سبق أن قتلت زوجة أب ابنة زوجها، وسبق أن قتل أب ابنته ولم يتحدث يومها أحد عن سحر يحرك الآباء وزوجات الآباء عن بعد لقتل الأبناء والبنات، كما لم يطالب أحد بسرعة ترحيل الآباء وزوجات الآباء حماية للأطفال الأبرياء. خلف هذه «الهوجة» التي أوشكت أن تمس الجميع في أعقاب مقتل الطفلة تالا نزعة عنصرية إقصائية كامنة فينا، تنتظر أي مناسبة لكي تتفجر وهي نزعة لا تتوقف عند حدود الخادمات فحسب، بل توشك أن تكون عامة شاملة تترصد بكل فئة من المقيمين المناسبة الملائمة للنيل منهم والمطالبة بترحيلهم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]