تابعنا في الفترة الماضية الجريمة البشعة التي أودت بالطفلة المغدورة (تالا) ولقد آلمنا فرداً فرداً من الشعب السعودي بجميع أطيافه، وقد تداولته وسائل الإعلام المرئي منها والمقروء بشيء من التفصيل واللوم على الجهات المعنية وكذلك الأسر وكذلك الجالية الإندونيسية. والذي يشدني للحديث عن هذه القضية هي عدة أمور لابد من الإدلاء بها من أجلنا كمجتمع. أولاً لابد من أن نتفهم بأن هذه الجالية وغيرهم قد يؤمنون بمفاهيم السحر ويمارسونها لحل قضاياهم التي يعتبرونها شائكة على الرغم من أنها تافهة لمن يسكن قلبه الإيمان الكامل بأنها ليست الحل. ولكن لو حددنا تفاصيل حديثنا على عدة أمور تخصنا لكان هذا هو الأجدر لحل قضيتنا. ثانيا: فإنه من باب إنصاف المظلوم والنفس المكلومة لكل من ذوي المغدور بقطع راس أو دس سم أن يتم اتخاذ الإجراء الصحيح وما يطالبون به من قبل الجهات المختصة وأن لا يذهب دم هؤلاء الضحايا ادراج الرياح كما حصل مع احد ضحايا هذه الجالية الذي مازالت قضيته التي يطالب فيها بالقصاص من الخادمة وقد اوردها الاعلامي داود الشريان في برنامجه كتلميح لمن يفهم. وثالثاً فإنه تداول المجتمع في الآونة الأخيرة رسائل على وسائل الاتصال المختلفة بأن هناك جريمة ترتكب في 8 اكتوبر او نقول عنها (مذبحة جماعية) من قبل جميع الخادمات في السعودية وبذلك انتشرت اسرع من انتشار النار في الهشيم وانا على يقين بأن مصدرها غير صحيح ليس تزكية لهؤلاء الخادمات ولكن وصفا لمجتمعنا الذي تعود على اطلاق الاشاعات في كل حدث، فهم بذلك ارهبوا المجتمع وبدأ كل رجل ينظر في خادمته على انها مقاتل من العصور الوسطى وبدأت الأم تحيك الخطط الاستراتيجية للتفتيش في ممتلكاتها وبدأت بذلك الحرب الباردة، لا ننكر وجود قضية ومشكلة ويذهب ضحيتها الكثير ولكن ألن نتعود في حياتنا أن نحل أمورنا بدلاً من هدر الوقت والمال والجهد بلا فائدة؟!. ماذا عملت وزارة العمل تجاه هذه العمالة ؟ ماذا عمل هؤلاء الوعاظ ؟ لِمَ لا تتخذ قوانين صارمة وزارية للحد من تلاعب المستخدمين الوافدين حتى وإن كانوا لا يعملون في المنازل وحفظ حقوق المواطن كما هو الحال في أي بلد آخر، ولماذا لا يذهب الوعاظ لنصح بلد مسلم يدين بالإسلام ولكنه يؤمن بأحد الموبقات في حياته؟. الكارثة مترامية الأطراف وآخرها وأهمها أنت أيها المواطن فلتعلم بأن لكل أجير عندك حقاً فاعطه حقه حتى في الراحة يحتاجها كحق له ليشعر بأنه من صنف البشر. إن لم تغيروا تفكيركم وبقيت حياتكم كما هي فلتقيسوا نبض قلوبكم فلعلها ماتت منذ زمن. أكاديمي وكاتب صحفي BTIHANI @