ينتاب دلال الجهني الخوف من القصص التي تسمعها عن الخادمات، لكنها كانت تهدئ نفسها وتردد أنها قصص من وحي الخيال، حتى ذلك اليوم الذي نشر فيه خبر مقتل الطفلة تالا الشهري، فكان وقعه نفسياً ومعنوياً عليها. تقول دلال "اضطررت يومها لتقديم إجازة اضطرارية للبقاء مع أبنائي الذين أتركهم تحت رحمة الخادمة في أوقات عملي إلى حين عودة والدتي من السفر". وهكذا خيم الخوف والحذر وردود الفعل الغاضبة على المجتمع السعودي بعد جريمة مقتل الطفلة تالا الشهري، نظراً لبشاعة تلك الجريمة، فأصبحت أغلبية العوائل السعودية التي تحتضن داخل أسوار منازلها عاملات منزليات تبحث عن حلول خاصةً في أوقات الدوام الرسمي، وذلك لحين توفر حضانات وروضات أطفال في الجهات التي تضم موظفات سعوديات، وذلك لتأمين رعاية آمنة للأطفال، والحد من جرائم الخادمات بحقهم، خاصة الصغار الذين لا يستطيعون الكلام. أما أمل السناني فقالت "كنت بصدد استقدام عاملة منزلية نظراً لظروفي العملية، وكانت معاملتي في إجراءاتها النهائية، وعندما علمت بحادثة مقتل "تالا" طلبت من زوجي وقف المعاملة، وإرسال أبنائي إلى والدتي التي تسكن في مدينة تبعد عن مدينتنا قرابة 150 كم، لكن هذا البعد لا أبالي به ما دام أنهم في أحضان جدتهم". وأكدت أنها لن تفكر نهائيا في استقدام خادمة مهما كان الأمر، وعبرت عن تطلعها إلى قرار بإنشاء حضانات داخل مقار العمل، حتى تستطيع المرأة الموظفة الجمع بين التزاماتها العائلية وبين مسؤوليات العمل، والمشاركة في الحياة العامة. فيما ذكرت نوف وهي معلمة بإحدى القرى المجاورة للمدينة أنها صدمت بواقعة مقتل تالا، وأن زوجها كان يعمل بإحدى الشركات، فاضطر بعد الحادثة إلى تقديم طلب بتغيير دوام عمله من الفترة الصباحية إلى المسائية، حتى لا يبقى ابننا الوحيد بيد العاملة، والتي جعلت عملها مقتصراً على النظافة والغسيل فقط. وفي هذا السياق يقول يوسف العلوني "زودت منزلي بكاميرات لمراقبة تصرفات العاملة وحركاتها داخل المنزل، مع علمي أن ذلك ليس حلاً، لكنه جزء من الحل، لحين إنشاء حضانات في المدارس والمستشفيات، وهذا هو الحل المناسب، لكي يستطيع كلا الوالدين الجمع بين الالتزامات العائلية ومسؤولية العمل بكل أمانة وإخلاص.