تداول مبتعثو غرب أستراليا خبر مقتل الطفلة "تالا الشهري" على يد الخادمة الإندونيسية في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي اللقاءات التي يدعمها النادي السعودي. ولقي الخبر تعاطفا كبيرا من قبل المبتعثين، ومرافقيهم، وتمت مناقشة الأسباب التي أدت إلى وقوع تلك الجريمة، وإمكانية وضع حلول بنقل تجارب أستراليا إلى المملكة للحد من تكرار ما حدث للطفلة المغدورة . وتعليقا على الموضوع قالت ل"الوطن" منى محمد، المرافقة مع زوجها المبتعث، وتدرس بمعهد ملنار للغة في مدينة بيرث، إنها كانت تعتمد على الخادمة قبل ابتعاثهم للدراسة، وأثناء وجودهم بالمملكة في مساعدتها على أمور خدمية تخص منزلها. ولم تُخفِ منى أنها كانت أيضا معلمة بديلة، وأثناء ذهابها للدوام تبقى طفلتها مع الخادمة، وهو برأيها أمر خاطئ، ولكن الضرورة حتمت عليها فعل ذلك، والأمر نفسه ينطبق على كثير من البيوت السعودية . وفي المقابل قالت "أنا وزميلاتي في غرب أستراليا لا نحتاج الخادمات، خلال فترة الدراسة، بسبب وجود دور الحضانة المنظمة من قبل المؤسسات الحكومية، والتي تتكفل بإذن الله بتوفير الأمان لأطفالنا أثناء بقائهم بالحضانة". بدورها قالت ملاك عبدالله، والتي تدرس بمعهد كابلن بغرب أستراليا، إنها تتفهم ارتفاع تكاليف دور الحضانة بأستراليا، لأن المربيات على مستوى عال من الكفاءة في التعامل مع الأطفال من كافة الأجناس. وطالبت جهة الاختصاص بالمملكة أن تحذو حذو أستراليا في تطبيق قرار إنشاء دور حضانة مجهزة بكافة وسائل الراحة للطفل، حتى لا نواجه حادثة أخرى مثل التي حدثت للطفلة "تالا الشهري". في حين قال المبتعث عبدالعزيز بجامعة wa أنه يقبل بدفع تكاليف دار حضانة حتى لو كانت مرتفعة في سبيل الحفاظ على صحة وأمن أطفاله، عوضاً عن الاعتماد على خادمة لا يعرف تاريخها السلوكي. وقال إن "عمل الخادمة الأساسي هو القيام بتنظيف البيت، ولكنها تتحول بعد ذلك إلى تربية الأطفال بحجة دوام ربة المنزل، وهذا خطأ ارتكبه معظم البيوت السعودية". يشار إلى أن الطفلة "تالا" لقيت حتفها على يد خادمتها الإندونيسية بعد أن تركتها أمها المعلمة برفقتها، وهو الحادث الذي أثار جدلاً واسعاً، وأشار تقرير نشرته "الوطن" إلى مطالبة الكثير من المعلمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وال"واتس أب" بوجود حضانات خاصة في المدارس يضعن فيها أطفالهن، بحيث يكونون قريبين منهن. وبررت المعلمات هذا الطلب بأنهن يخفن على أطفالهن من العاملات، خاصة في ظل تداول الكثير منهن قصة الطفلة "تالا"، وما حدث لها، وأيضا باعتبار أن والدتها تعمل معلمة أيضا. وتفاعلت شريحة كبيرة من المعلمات في كثير من المناطق مع هذه المطالبات، وذكر بعضهن أنهن لا يملكن عاملات، ومع ذلك فإنهن يخفن على أطفالهن عندما يضعنهن عند أخواتهن أو أسرتهن أثناء العمل في المدرسة. يذكر أن وزارة التربية والتعليم تفتتح في بعض المدارس حضانات خاصة بالأطفال، فيما تبادر بعض مدارس البنات إلى افتتاح حضانات خاصة بها وذلك بجهود شخصية.