خالفت الجولة التاسعة من دوري زين السعودي، توقعات سبقت انطلاقتها بشأن ظهور الفرق بمستويات مميزة، عندما حدث العكس تماماً بتراجع الأداء الفني إلى درجة وصلت إلى أقل من المتوسط بل وقاربت الضعيفة، في وضعية غير مثالية تثير الاستغراب لأندية تعد الصفوة في الكرة السعودية. هذا التواضع الفني قابله أيضاً تزايد ملحوظ في تقديرات الحكام الخاطئة تسببت بشكل مباشر في تغيير نتائج بعض المباريات. حتى على مستوى الحضور الجماهيري فإن عدد متابعيها يظل الأضعف بين الجولات الماضية، نتيجة ذهاب الأندية الجماهيرية لملاعب الأندية المنافسة، كما في مباريات الهلال مع الوحدة والاتحاد مع التعاون والأهلي مع نجران. الشباب قاوم الظروف وبذل لاعبو الشباب جهداً مضاعفاً خلال هذه الجولة حينما حافظوا على تقدمهم على النصر في أول 15 دقيقة بهدفي الشمراني وتيجالي عقب مواجهتهم لظروف عصيبة بدأت مع استبعاد حسن معاذ مع الدقيقة 19، ونيل عدد من اللاعبين بطاقات صفراء مما وضعهم تحت ضغط البطاقة الثانية، حتى جاءت الضربة القاسية مع الدقيقة 75 باستبعاد نايف القاضي ببطاقة حمراء وركلة جزاء، ومن حسن حظ الشبابيين أنها أهدرت مما منحهم دفعة معنوية للمقاومة أكثر لتخطي الربع الأخير من عمر المباراة، والظفر بثلاث نقاط غالية جداً نتيجة الظروف غير الطبيعية التي واجهتهم عقب تسجيلهم لهدفين سريعين، في المقابل لم يكن هناك ما يستحق ذكره من الجانب النصراوي سوى فورة حماس أتت عقب تسجيل الزيلعي هدفه الأول مع الدقيقة 88 ، خلاف ذلك كان الفريق عاجزا عن تحقيق مكاسب عقب طرد معاذ. نجران نال الأفضلية استحق نجران أفضلية فرق الجولة نتيجة الأداء المتوازن والواقعي الذي مكنه من تحقيق نقاط ضيفه الأهلي كاملة بنتيجة كانت قابلة للزيادة لو وفق لاعبوه في التعامل مع الكرات الخطرة بتركيز عال، هدفي الصدمة السريعين 32 و37 بقدمي الحسين وعيان تسببا في ارتباك لاعبي الأهلي وتسرعهم في محاولة التعديل، وهذا ما أوقعهم في كثرة التمرير الخاطىء، وفي المقابل حفزا لاعبي نجران على تكثيف منطقتي الدفاع والوسط، مستفيدين من الثلاثي الخطر عيان والحسين والراهب، الذي يجيد صناعة الكرات المرتدة بأقل التمريرات وبسرعة كبيرة، هذه الخطورة الفعلية أجبرت لاعبي الأهلي ومن خلفهم المدرب ياروليم على عدم "المجازفة" خوفاً من مضاعفة النتيجة، ورغبة منه في الخروج من هذه المباراة بأقل الأضرار قبل الموقعة الآسيوية أمام الند التقليدي الاتحاد، التي قد تكون أحد الأسباب في إراحة أكثر من لاعب قبل هذه المباراة. التعاون بالاتحاد يقنع تحقيق التعاون نتيجة التعادل بثلاثة أهداف أمام ضيفه الاتحاد تعد إيجابية لفريق تخلى عنه عاملا التوفيق والحظ في مبارياته الماضية، التي كان يقدم خلالها مستويات لافتة، دون أن ينال على إثر ذلك النقاط المستحقة، إضافة إلى أن حرمانه مع كل مباراة من ركلات جزاء بشهادة خبراء التحكيم قبل المتابعين، ورغم تقدم الاتحاد بهدفين نظيفين إلى نهاية الشوط الأول، إلا أن هدف بوقاش مع الدقيقة 46 يعد نقطة تحول كبرى في إمكانية تسجيل التعادل مع 44 دقيقة متبقية من الشوط الثاني، خصوصاً والفريق تمكن من الوصول إلى مناطق الدفاع الاتحادية دون مقاومة شرسة تعطل النوايا الهجومية لدى التعاون، وما هما إلا دقيقتان حتى تم إدراك التعادل، بل تعدى ذلك أن يعيد الفريق التعادل مع الدقيقة 92 ويقترب من إضافة هدف رابع، وتعتبر هذه الدقائق الأخطر على الاتحاد في مبارياته الماضية. الخماسي أكبر المستفيدين تعد فرق الشباب ونجران والاتفاق والهلال والشعلة المستفيدة من هذه الجولة، فحينما يخطف نجران نقاط الأهلي ويتمركز في الترتيب الخامس ب14 نقطة، ويخرج الشباب من مباراة النصر فائزاً بثلاث نقاط يقترب فيها من الصدارة رغم ظروف المباراة من استبعاد للاعبيه بالبطاقة الحمراء وتعرضه لهفوات تحكيمية فهما يعدان أكبر المستفيدين من هذه الجولة، إضافة للاتفاق الذي عاد لتسجيل الفوز الثاني له في 7 مباريات، والشعلة حينما يتعادل أمام الرائد في بريدة بعد تأخره بهدفين نتيجة خطفه لنقطة وابتعاده عن مناطق الخطر، وتعتبر الثلاث نقاط الهلالية من أمام الوحدة في غاية الأهمية بعد مباراة أولسان وما أعقبها، بل إنها وضعته في صدارة الترتيب لأول مره خلال الجولات الماضية. جوكيكا يستمر بالتميز مدرب التعاون، المقدوني جوكيكا، يثبت من مباراة إلى أخرى أنه بارع في قراءة المباريات، رغم الإمكانات المحدودة التي يمتلكها، إلا أن النتائج لا تعكس حال التعاون الفني خلال الجولات الماضية، فكانت هذه الجولة منصفة لعمل هذا المدرب، بعد أن واجه سوء تقدير من حكام المباريات الماضية حرم فريقه عدداً من ركلات الجزاء، التي قد تغير من نتائجه السلبية، ويتمتع جوكيكا بالجرأة الهجومية حسب واجبات يتم منحها للاعبي الهجوم، علاوة على أدوار مميزة من لاعبي الوسط تأتي حسب إمكاناتهم المهارية والجماعية. الحسين روح نجران يستحق النجم السوري جهاد الحسين نجومية هذه الجولة نتيجة تسخيره لإمكاناته المهارية والخبرة الميدانية في توجيه زملائه، ومنحهم الثقة خلال مجريات المباراة، خصوصاً مع توفر عوامل مساعدة له تتمثل في نجمي الفريق مواطنه الآخر عيان والراهب بالإضافة للأردني الدردور، من خلال الكرات المرتدة التي يعتبر نجران الأميز فيها والأخطر من بين فرق دوري زين. وتتخطى أدوار الحسين ملعب المباراة إلى مساعدة المدرب في رسم تكتيك كل مباراة حسب الفريق المقابل.