أمهلت أمانة جدة المقاهي والمطاعم الواقعة في نطاقها والبالغ عددها نحو 238 مطعما ومقهى يومين لتنفيذ قرار وزارة الداخلية القاضي بمنع التدخين في المرافق الحكومية والمؤسسات العامة والأماكن المغلقة والمقاهي والمطاعم والمراكز التجارية غير المكشوفة داخل النطاق العمراني. وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتورعبد العزيز النهاري ل"الوطن" أن الأمانة بدأت في تطبيق قرار وزارة الداخلية للحفاظ على الصحة العامة، مؤكداً أنه إجراء عالمي معمول به في الدول الأخرى. وأفاد بأنه تم تبليغ المقاهي والمطاعم بضرورة التقيد بالقرار، لافتا إلى أنه تم إعطاؤهم فرصة زمنية تُقدر بيومين إلى ثلاثة أيام للتقيد به. ولفت إلى أنه يسمح للمقاهي والمطاعم والاستراحات التي تقع خارج النطاق العمراني بتقديم الشيشة والمعسل. من جانبه، أوضح رائد الأحمري صاحب أحد المقاهي في جدة أن الإيراد تراجع بنسبة 80%، مشيرا في تصريح ل"الوطن" إلى أنه في الأيام العادية كان إيراد المقهى في اليوم الواحد يصل إلى 10 آلاف ريال، مضيفا: "أما الآن وبعد القرار فقد انخفض إلى ما يقارب الألفي ريال يومياً". من جانبه، أكد استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النّوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة الدكتور أيمن بدر كريّم أن من بين أضرار التدخين والشيشة والمعسل مرض التهاب الشعب الهوائية الساد المزمن الذي يؤدي إلى الوفاة. وبين أنه يحتل طبياً المرتبة الرابعة في قائمة أسباب الوفاة، حيث يخسر العالم سنويا قرابة 3 ملايين شخص بسببه بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في 2009. وأفاد بأن بعض الدراسات أشارت إلى أن التعرض المفرط والمزمن لدخان البخور والفحم أو الحطب المحروق، يعد من عوامل خطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن خاصة لدى النساء غير المدخنات. وألمح إلى أن دراسة سعودية حديثة بينت أن التهاب الشعب الهوائية المزمن، يعد ثاني أهم الأسباب لتنويم مرضى الصدر في المستشفى، نتيجة السعال الشديد، وصعوبة التنفس. وأضاف أنه من المتوقع في عام 2020، أن ينتقل هذا المرض من المرتبة الثانية عشرة إلى المرتبة الخامسة في القائمة العالمية للأمراض المسببة للعجز البدني والتنفسي، والمرتبة الثانية في قائمة الأمراض المسببة للوفاة خاصة لدى النساء. وذكر أن دراسة حديثة أجرتها مجلة "الصدر" الطبية الأميركية في شهر أبريل2012 أوضحت أنّ تدخين الشيشة "الجراك أو المعسّل"، يؤدي إلى تدهور وظائف الرئتين على مدى السنوات بسبب انخفاض القدرة الاستيعابية لهواء الزفير (الخارج من الرئتين) بمعدل 4% (173 ملليترا) في السنة الواحدة. وأضاف أن الدراسة تؤكد على زيادة الاهتمام بنشر التوعية الصحية بأضرار التدخين بشكل عام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول تدخين "المعسّل". وثمن تفعيل القوانين والأنظمة التي تحظر التدخين في الأماكن العامة، لافتا إلى أهمية نشر الوعي بضرورة إجراء فحص وظائف الرئتين للمدخنين بصورة مزمنة، تحسباً لإصابتهم بانسداد الشعب الهوائية ومضاعفاته الخطيرة التي صارت تصيب النساء. يشار إلى أن وزير الداخلية أصدر قراراً بشأن منع التدخين في المرافق الحكومية والمؤسسات العامة والأماكن المغلقة والمقاهي والمطاعم والمراكز التجارية غير المكشوفة. وتضمن القرار وجوب الالتزام بتطبيق ما ورد في لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 218 وتاريخ 16/8/ 1422، والتي تقضي بغرامات مالية وإغلاق المحل المخالف إذا تكررت المخالفة.