في أول شهر من ولايته، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نهجًا مثيرًا للجدل في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، حيث اتسمت سياسته بعدم القدرة على التنبؤ والتصريحات الحادة، مما يهدد بمستقبل مظلم لرئاسته. فعندما هددت حماس بإلغاء عملية إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين الأسبوع الماضي بسبب التعديلات الإسرائيلية وخرقهم لبنود الهدنة بالهجمات، تدخل ترمب بإنذار نهائي غير متوقع، مطالبًا بإطلاق سراح أكثر من 70 رهينة تحتجزهم الحركة بحلول ظهر السبت، محذرًا من أن «الجحيم سوف ينفجر» إن لم يتم الامتثال. لكن الموعد النهائي مرّ دون أن يحقق ترمب أي نتائج إضافية، مما أظهر ضعفًا في تنفيذ تهديداته. لذا يرى الخبراء بأن سياسته الحالية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة دون تقديم حلول مستدامة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. خطوة غير محسوبة وأثار ترمب جدلًا واسعًا بدعوته لإجلاء سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، وتولي الولاياتالمتحدة إعادة إعمار المنطقة دون السماح للفلسطينيين بالعودة. وقوبلت الخطة برفض عربي فلسطيني حاسم، واعتبرتها منظمات حقوق الإنسان جريمة حرب محتملة. لم يقدم ترمب أي تفاصيل حول كيفية تنفيذ الخطة أو الجهة التي ستتحمل تكاليفها، مما يعكس فوضوية في صنع القرار قد تضر بمصداقيته على الساحة الدولية. شعبية في إسرائيل وحظي ترمب بدعم قوي من الحكومة الإسرائيلية، حيث وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه «أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق»، واحتفى به الشعب الإسرائيلي بوصفه مدافعًا عن مصالحهم. وفي المقابل، قوبلت خططه برفض قاطع من أقرب حلفاء أمريكا العرب، مثل الأردن ومصر، الذين اعتبروا أن تهجير الفلسطينيين يشكل تهديدًا وجوديًا لاستقرارهم الداخلي. كما أبدت السعودية معارضة شديدة، مشترطةً تحقيق الاستقلال الفلسطيني. استقرار إقليمي مهدد وأثارت خطة ترمب لما بعد الحرب في غزة صدمة في المنطقة، وبينما تحاول مصر التوصل إلى خطة بديلة لاستعادة الاستقرار، يظل موقف ترمب المتعنت يهدد بتصعيد الصراع وزيادة التوترات في المنطقة. مستقبل غامض ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الحالية من وقف إطلاق النار في غزة خلال أسبوعين، وسط إشارات متضاربة من نتنياهو بشأن استئناف الحرب أو متابعة المفاوضات. وفي ظل غياب رؤية واضحة واتباع ترمب لسياسة الإنذارات غير المحسوبة، فقد يواجه ترمب مستقبلًا سياسيًا قاتمًا، مع تزايد الانتقادات لأسلوبه الفوضوي في إدارة الأزمات الدولية. ومن الواضح أن ترمب يراهن على إستراتيجية غير تقليدية، لكنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة. إذا استمر ترمب في نهجه المضطرب في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن يخسر في الجوانب التالية: 1. فقدان المصداقية الدولية سيؤدي عدم القدرة على تنفيذ تهديداته والتراجع عن مواقفه إلى تآكل مصداقيته كقائد عالمي، مما يضعف موقف الولاياتالمتحدة في المفاوضات الدولية. 2. توتر العلاقات مع الحلفاء العرب قد تتدهور العلاقات مع الدول العربية الحليفة، مثل السعودية ومصر والأردن، بسبب تهديد خططه لاستقرارها الداخلي ورفضها الصريح لسياساته تجاه غزة. 3. زيادة العداء الإقليميقد تؤدي سياسته إلى تصاعد الكراهية والعداء تجاه الولاياتالمتحدة في العالم العربي والإسلامي، مما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة ويزيد من مخاطر التطرف. 4. زعزعة استقرار الشرق الأوسطسيؤدي دعمه للتهجير الجماعي وسياساته غير المدروسة إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، مما قد يتسبب في اندلاع صراعات جديدة. 5. فقدان الدعم الداخليقد يخسر دعم الناخبين الأمريكيين الذين يعارضون التدخلات العسكرية أو السياسات الخارجية غير الفعالة، مما يضعف موقفه في الانتخابات المقبلة. 6. تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكيأي تصعيد عسكري أو توتر سياسي في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى اضطراب في أسواق النفط، مما يؤثر على الاقتصاد الأمريكي. 7. إضعاف التحالفات الدوليةقد تؤدي سياسته الانفرادية وغير المتسقة إلى إضعاف التحالفات التقليدية للولايات المتحدة مع دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. 8. تفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطينيبدلاً من تحقيق السلام، قد تؤدي سياساته إلى تعقيد الصراع وزيادة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مما يعرض أمن المنطقة للخطر.