يقول آينشتاين: «الحياة مثل ركوب الدراجة لكي تظل متوازنًا يجب أن تتحرك باستمرار». ويتصرف في مقولته، فالمسؤولية تحتاج إلى أن تنزل للميدان، وأن تتحرك حيث الميدان هو محل الاحتكاك بجميع شرائح المجتمع، ووجود المسؤول في الميدان باستمرار يرفع درجة الفاعلية. بالأمس الأمير المبدع، تركي بن طلال بن عبد العزيز -حفظه الله- يقف بين المبدعين الحالمين الموهوبين أهل العطاء، بين رجال التحدي في حفل هاكاثون محايل يمنحهم القوة -بعد الله- في مواجهة التحدي. ومن أهم ما يجب الحديث عنه أن الأمير لا يدع مجتهدًا إلا أثابه على إاجتهاده.. فشيخ القبيلة يشارك تقديم إحدى فقرات التكريم كمقدم، ومما لا يختلف عليه منصف الجهود المجتمعية لشيخ القبيلة في كل المجتمعات، وجميعها تستحق التقدير من المنصفين؛ لهذا جاء توجيه الأمير ليسلط الضوء من خلاله بفكره الواسع العميق على شخصية «شيخ قبيلة»، من خلال تقديم أحدهم أهم فقرة من فقرات الحفل لتصل رسالة الأمير بوضوح للمبدعين أن شيخ القبيلة يخوض كغيره التحديات والصعاب، وأنه يحمل طاقة جبارة، وأعمالا شاقة، لكن الأمير أراد ان يكون التكريم من وجه آخر، حيث جاء التكليف بشكل عملي من خلال فقرة التقديم، ويفهم منها أن شيخ القبيلة أحد أدوات وركائز وصول المبدع لمنصة التكريم. ومن الاستدلال والحكمة من هذه الفكرة العملاقة، وأصنفها من أعظم الحوافز، أن تصل رسالة لجميع المشايخ بالمملكة أن مهمة شيخ القبيلة متجددة في دعم حركة التقدم والتطور والنماء، ثم إن الأمير بفعله هذا يؤسس للشيم والقيم الفاضلة في المجتمع، حيث يدرك بفكره العميق أن تعميق هذا التأصيل من حيث تقدير شيخ القبيلة كونه يمارس أدوارًا وظيفية لا تقل في جسامتها عن أدوار بعض موظفي الدولة، له أثره الكبير وانعكاساته نحو المزيد من العطاء.