رغم السيطرة على الحريق الذي شب أول من أمس بالمجمع التعليمي لتحفيظ القرآن بمنطقة حائل، وأسفر عن إصابة 58 ما بين طالبات ومعلمات وإطفائيين ومواطنين، إلا أن تداعياته ظلت مستمرة حتى يوم أمس، حيث بدأ التحقيق في ملابسات الحادث من قبل ثلاث جهات، إلى جانب مطالبة عدد من أولياء أمور الطالبات بنقل بناتهن من المجمع نظرا للمخاوف التي أصابتهن جراء الحريق. وكانت هيئة الرقابة والتحقيق، قد شرعت في إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث، ورصد أوجه القصور في مبنى المجمع التعليمي والتي أدت إلى وقوع الحادث. وكشف ل" الوطن" مندوب لهيئة الرقابة والتحقيق أثناء تواجده في موقع الحادث - رفض الكشف عن اسمه- أن الهيئة بدأت التحقيق في كيفية نشوب الحريق والظروف التي صاحبته، والتي تسببت في حالات الإصابة والهلع بين الطالبات ومنسوبي المجمع التعليمي. وتزامن ذلك مع تحقيق آخر أجرته إدارتي التربية والتعليم والدفاع المدني بحائل، لمعرفة ملابسات الحريق، وتم رصد بعض الملاحظات على المبنى. ومن جانبهم، طالب عدد من أولياء أمور الطالبات إدارة المجمع التعليمي، بتحويل بناتهم لمدارس قريبة، نظرا للحالة النفسية التي تمر بها بناتهم، مشيرين إلى أن بعضهن لم ينمن ليلة حادث الحريق إثر سيطرة حالة من الخوف والهلع عليهن. وقالت الطالبة بمدرسة المتوسطة الثالثة لتحفيظ القرآن أسماء الشمري، والتي شهدت الحريق إنها تمر بحالة نفسية صعبة، منها عدم النوم في غرفة مغلقة خوفا من الحريق، وأن أحلاما راودتها طوال الليل عن الحادثة، ورفضت أسماء الرجوع للمدرسة مطالبة ولي أمرها بنقلها لمدرسة أخرى. وفي إطار متصل، لجأت مديرة المدرسة الابتدائية الرابعة عشرة في حي شمال المطار بحائل، إلى الدفاع المدني لإغلاق المدرسة؛ تخوفا من حدوث حريق إثر عيوب في المبنى حديث التسليم، بعد أن باءت محاولاتها بالفشل مع إدارة تعليم حائل لإصلاح العيوب إثر مخاطبة قامت بها المديرة. وجاء بلاغ المديرة للدفاع المدني والذي بررته بخوفها على حياة منسوبات المدرسة من طالبات ومعلمات وإداريات، بعد رصد تسربات للمياه وقربها من مصادر الكهرباء، ما جعلها تلجأ إلى إبلاغ الدفاع المدني الذي تجاوب على الفور وأمر بإخلاء المدرسة وفصل التيار الكهربائي عنها حتى يتم إصلاح تلك التسربات. وقال الناطق الإعلامي لادارة الدفاع المدني بمنطقة حائل النقيب عبدالرحيم الجهني ل"الوطن"، إن الدفاع المدني قام بفصل التيار الكهربائي عن المدرسة، وأمر بإخلائها من جميع الطالبات والعاملات فيها، وذلك بسبب تسربات للمياه من أسقف المبنى، ما قد يشكل خطرا ويعرّض حياة الطالبات والمعلمات للصعق الكهربائي. وأكد النقيب الجهني، أنه قطع التيار الكهربائي جاء بعد التأكد من صحة البلاغ ولحين التأكد من تصحيح الأوضاع بالمدرسة وتأمين وسائل السلامة فيها وتلافي الملاحظات، مشددا على أن الدفاع المدني لن يتهاون في تطبيق الأنظمة المعمول بها على أي منشأة قد تعرض الأرواح والممتلكات للخطر، وداعيا الجميع إلى ضرورة الإبلاغ عن أي مخالفات بالاتصال على الرقم 998.