أصيبت 58 طالبة إثر اشتعال النيران في خيمة وضعت في الطابق الثاني من مبنى مجمع تعليمي للبنات، يضم المتوسطة الخامسة والابتدائية الثالثة لتحفيظ القران الكريم في حائل أمس. وأعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة حائل حالة الطوارئ في جميع المستشفيات، بعد تلقيها بلاغا من المديرية العامة للدفاع المدني يفيد بنشوب حريق في المدرسة الابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن في حي الملك عبدالله. وقال الناطق الرسمي في صحة حائل ماجد المعيلي إن التقرير الصادر من إدارة الطوارئ في صحة حائل أفاد أن عدد الإصابات بلغ 58 حالة، تمت معالجة 23 منها في موقع الحادث، فيما نقلت 35 حالة إلى المستشفيات، من بينها 14طالبة، ومعلمتان وإدارية واحدة، كانت إصاباتهن نتيجة تعرضهن للاختناق، وأعطيت الإسعافات اللازمة لجميع الحالات وتم خروجها من المستشفى، بينما تقرر تنويم ثلاث حالات لطالبتين ومعلمة، إضافة إلى خمسة من رجال الدفاع المدني، و11 مواطنا كانوا قد تطوعوا لإسعاف الطالبات، ورجل مرور واحد، وأحد رجال الحرس الوطني، تباينت إصاباتهم بين جروح وكدمات واختناق. وشارك في عملية نقل المصابين 14 سيارة إسعاف مع فرق طبية ميدانية، منها ثلاث إسعافات تابعة للصحة، وست إسعافات تابعة للقطاع الخاص، وخمس إسعافات تابعة للهلال الأحمر، فيما وقف مدير عام الشؤون الصحية في حائل الدكتور نواف بن عبدالعزيز الحارثي على المصابين واطمأن على صحتهم. وأفاد شهود أن فرق الإنقاذ استطاعت انتشال عدد من الطالبات اللاتي علقن في السلالم، وأسهم تدخل حارس المدرسة وعدد من الشبان في إنقاذ عدد من الطالبات المحتجزات في الدور الثالث، حيث لجأ بعضهن للهرب إلى سطح المبنى المدرسي، وأخذن في الصراخ والاستنجاد بالمتجمهرين، ما دفع عددا من الشبان إلى الدخول للمدرسة لإنقاذهن قبل وصول فرق الدفاع المدني التي كانت تتمركز قريبا من المدرسة، فيما شهد موقع الحادث ومستشفى الملك خالد في حائل توافد عدد كبير من أولياء الأمور للاطمئنان على سلامة بناتهم. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في حائل النقيب عبدالرحيم الجهني، أن غرفة العمليات حركت فور تبلغها بالحادث ثلاث فرق إطفاء وإنقاذ وإسعاف، إضافة إلى سيارات السلالم والسنوركل وأجهزة شفط الدخان، وبين أن الحادث كان ناجما عن حريق في الدور الثاني، وأنه تم إخلاء الطالبات وجميع العاملين في المدرسة، وتمت السيطرة على الحريق، مضيفا أن التحقيقات ما زالت جارية للكشف عن ملابسات الحادث. من جهة ثانية، قال مدير عام التربية والتعليم في حائل حمد منصور العمران، في بيان صدر عن إدارته عقب الحادث «إن مديرة المدرسة ومساعدتها والمعلمات في المدرسة قمن بدور بطولي في تنفيذ خطة إخلاء الطالبات بشكل نموذجي، ما ساهم في عدم وقوع أي ضحايا للحريق»، مضيفا أنه بمجرد وقوع الحريق بادرت مديرة المدرسة إلى قطع الكهرباء عن المبنى وإخراج الطالبات «بهدوء» إلى السطح، ما سهل عمليات الإخلاء على رجال الدفاع المدني، حسب البيان. وجاء في البيان الصحفي أن مدير عام تعليم حائل باشر ميدانيا موقع الحريق إلى جانب مدير الدفاع المدني في حائل اللواء عبدالله الزهراني، وكان برفقته مساعد الشؤون التعليمية ناصر الرشيد، ومساعد الشؤون المدرسية علي المنصور، والمستشار التعليمي مشعل القرين، ومدير الإعلام التربوي إبراهيم الجنيدي، وأنهم تولوا جميعا الإشراف المباشر على إخلاء جميع الطالبات والمعلمات من المدرسة، مؤكدا أنهم لم يغادروا الموقع حتى تسلمت إدارة الأمن والصيانة في تعليم حائل الموقع من الدفاع المدني، مضيفا أنه تم تأمين خمس حافلات لنقل الطالبات إلى منازلهن مع توفير أربع أطقم طبية من الوحدة الصحية المدرسية، إضافة للدور الكبير الذي لعبته المشرفات التربويات في السيطرة على حالات الهلع والخوف التي انتابت الطالبات. وقالت إحدى طالبات الأول متوسط المنومة في مستشفى الملك خالد أمس بعد تعرضها للاختناق أنهن تفاجأن برجل دخل عليهن في الفصل في الدور الثالث، وطلب منهن الخروج من الفصل، وأنهن بعد مشاهدتهن للدخان أصبن بحالة ذعر وخوف أفقدهن حسن التصرف، وقالت: جميع المعلمات خرجن من المدرسة ولم تبق إلا معلمة الرياضيات التي وقفت معنا. وكشف زوج إحدى المعلمات (فضل عدم ذكر اسمه) أن خلافا سابقا بين مديرة المدرسة الابتدائية ومديرة المدرسة المتوسطة، تسبب في إقفال باب الطوارئ المشترك بين المدرستين، وأضاف «المدرسة مزودة بطفايات حريق وخرطوم للمياه ولكن عدم تدريب الإداريات والمعلومات أفقد وسائل السلامة قيمتها، مشيرا إلى أن الخيمة التي بدأت منها شرارة الحريق كانت قد وضعت في أحد أقسام الطابق الثاني كنشاط لمحاكاة حياة الأجداد. مدير صحة حائل يتفقد أحد المصابين الجزء المتضرر داخل المدرسة عقب إخماد الحريق