بعد 20 يوما على إخراجه من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني ونقله إلى مستشفى الشميسي، استجابت وزارة الصحة لمطالب نقل الطفل عبدالله العنزي المصاب بورم سرطاني في النخاع الشوكي إلى مدينة الملك فهد الطبية. ورغم الأيام الماضية التي قضاها الطفل العنزي في مدينة الملك سعود الطبية، إلا أن الأطباء هناك لم يتمكنوا من تحديد نوع الورم بناء على العينة السابقة باعتراف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، والذي قال في اتصال هاتفي مع "الوطن" أمس أن نسبة شفائه ضعيفة. وأشار مرغلاني إلى أن العنزي كان بحاجة إلى نقلة لمركز متخصص لأخذ عينة أخرى للفحص في وحدة الأمراض العصبية في مدينة الملك فهد، مبينا أن الوزارة شكلت فريقا طبيا متخصصا في مجال الأورام والعلوم العصبية والعناية المركزة للأطفال للوقوف على حالة الطفل، وتحديد مدى إمكانية علاجه في المراكز المتخصصة في مجال الأورام. وأكد أن الوزارة لا تميز بين أي حالة صحية أو فرد دون آخر وأن التقييم يتم وفقا للحالات الصحية بتطبيق جميع الأعراف. وقال إن الإشكالية في حالة العنزي كانت تكمن في تحديد الورم ومعرفة أي مركز سيستقبله، موضحا أنه تم نقل المريض إلى وحدة خاصة بالأمراض العصبية في مدينة الملك فهد الطبية، وسيتم لاحقا تحديد الخطة العلاجية والفترة التي يحتاجها الطفل للتماثل إلى الشفاء. وأوضحت وزارة الصحة في بيان صحفي أمس، أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وجه في وقت سابق بتشكيل فريق طبي متخصص في مجال الأورام والعلوم العصبية والعناية المركزة للأطفال، للوقوف على حالة الطفل عبدالله العنزي وتحديد مدى إمكانية علاجه في أحد المراكز المتخصصة في مجال الأورام والعلوم العصبية، مشيرة إلى أنه تم الاطلاع على التقارير الطبية لحالة الطفل، وتبين من خلالها أنه كان يعاني من ألم شديد في الرقبة وضعف متزايد في الأطراف وتم إدخاله مدينة الملك سعود الطبية وتم تشخيص حالته، مضيفة أنه يعاني من ضعف متسارع في الأطراف الأربعة، واتضح بعد فحص نتائج التحاليل وفحوصات الرنين المغناطيسي عن وجود ورم كبير ضاغط على الحبل الشوكي من الفقرة الثالثة إلى الخامسة في منطقة العنق. وبينت الوزارة أن الفريق الطبي التقى بوالد ووالدة الطفل وتمت مناقشة الحالة الصحية وإيضاح الفرص المتاحة لإمكانية علاجه على ضوء ما تسفر عنه نتائج الفحوصات الطبية، مضيفة أن الفريق الطبي طلب إعادة فحص عينة الورم المستأصل من الطفل في منطقة الرقبة التي تمت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني بالرياض لتحديد نوعية الورم وتحديد التشخيص الدقيق للمرحلة المقبلة. وأوضح البيان أنه اتضح لاحقا أن العينة التي سبق أخذها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني غير كافية للوصول إلى تشخيص نهائي للورم، وبناء على ذلك فإن المريض يحتاج للإحالة إلى مركز متخصص لأخذ عينة أخرى وهو مركز العلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطبية وقد تم نقله إلى هناك. وذكرت الوزارة أن الفريق الطبي بين لوالد ووالدة الطفل عند لقائهما أن فرص الشفاء ضعيفة نظرا لتطور مكان الورم الذي يقع في منطقة حساسة ودقيقة بين الفقرتين الثالثة والخامسة من العنق وتضغط بشكل مباشر على الحبل الشوكي، وهذا سبب ضعف الأطراف الأربعة للطفل.