فيما يواصل 7 سعوديين إضرابهم عن الطعام في سجن الناصرية (جنوب العراق) للأسبوع الثالث، تشهد اتفاقية تبادل السجناء مع الرياض انقساما داخل بغداد. وأبلغت "الوطن" مصادر مطلعة أمس أن تدهورا بدأ يتسلل إلى صحة السعوديين المضربين عن الطعام بسبب سوء المعاملة التي يتلقونها داخل السجن، مشددة على أن سفارة المملكة لدى الأردن تتابع ملفهم باهتمام كبير. وألقت الخارجية العراقية باللائمة على البرلمان لتأخره في إقرار اتفاقية تبادل المعتقلين نتيجة انقسام الكتل النيابية. دخلت مجموعة من السجناء السعوديين المعتقلين في سجن الناصرية (جنوب العراق) الأسبوع الثالث من إضرابهم عن الطعام، في وقت أشارت فيه مصادر تحدثت ل"الوطن" عن بدء تدهور أوضاعهم الصحية والنفسية. يأتي ذلك، في الوقت الذي تتابع فيه سفارة المملكة في الأردن ملف المعتقلين السعوديين في العراق. وقال مصدر مطلع بالسفارة في اتصال مع "الوطن" أمس إن الموضوع محل متابعة منهم. وتشير المصادر إلى أن السجناء السعوديين المضربين عن الطعام في سجن الناصرية يبلغ تعدادهم سبعة سجناء، ولا يزالون مضربين عن الطعام منذ 18 يوما تقريبا. وأفادت بأن هؤلاء السبعة يتعرضون لأشد أنواع التعذيب على يد السجانين العراقيين، وأن أوضاعهم الصحية باتت "قاسية"، محذرا من مغبة أن يلحق بهم الأذى جراء الاستمرار في حالة الإضراب. وقالت المصادر ذاتها إن هناك 5 سجناء سعوديين تعتقلهم السلطات في سجن بغداد (الشعبة الخامسة) ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، وأحدهم علي حسن علي الشهري والذي حكم بالإعدام لمجرد تجاوزه الحدود. ولفتت المصادر إلى أن مازن المساوي الذي وصلت جثته لأراضي المملكة بعد أن تم إعدامه هناك، كان معتقلا في "الشعبة الخامسة" بسجن بغداد، والتي يمارس فيها أقصى درجات التعذيب بحق المعتقلين هناك، وهو ما قد يفسر وصول جثة المساوي إلى المملكة مهشمة الأسنان وبجسد أسود. إلى ذلك، أنحت وزارة الخارجية العراقية باللائمة على البرلمان العراقي لتأخره في إبرام اتفاقية تبادل المعتقلين مع السعودية. وأعرب مصدر في دائرة الشؤون العربية في الوزارة عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الكتل النيابية للمصادقة على اتفاقيتين، الأولى مع إيران والأخرى مع السعودية. وقال إن الوزارة تبذل جهودها للتوصل إلى نتائج إيجابية لحسم هذا الموضوع، نظرا لأهميته ودوره في تطوير العلاقات بين البلدين. ودعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي رؤساء الكتل النيابية إلى بلورة موقف موحد وتحقيق اتفاق على مصادقة المجلس على اتفاقيات العراق مع دول الجوار في إطار تبادل المعتقلين، معربا عن اعتقاده بأن ذلك سيسهم في تطوير العلاقات المشتركة في المجالات كافة. على صعيد آخر، وتزامنا مع استقبال رئيس الحكومة نوري المالكي وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، الذي يزور بغداد كأول وزير دفاع منذ عام 1979، واتفاق الطرفين على ضرورة التعاون الثنائي بين البلدين لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، وصف القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني زيارة المسؤول الإيراني بأنها غير مرحب بها "لأنها تأتي في وقت تعاني فيه إيران حظرا اقتصاديا، وأعلنت دعمها لنظام بشار الأسد المتورط بدماء شعبه"، محذرا من نتائجها المتمثلة بمزيد من التدخل في الشأن العراقي. وجاءت زيارة وحيدي المفاجئة بعد يوم واحد من إعلان الحكومة العراقية عن السماح لطائرة شحن إيرانية بالتوجه إلى سورية بعد تفتيشها في مطار بغداد الدولي، والتأكد من عدم نقلها أسلحة إلى دمشق.