لماذا يعتبر البعض "الوظيفة" جمعية خيرية، فتظهر اللامبالاة في تأدية مهامهم؟ يعزى ذلك إلى عدة عوامل منها الأمان الوظيفي الزائد حيث يتميز العمل في القطاع الحكومي عادة بدرجة عالية من الأمان الوظيفي ،حيث يصعب فصل الموظف حتى في حال ضعف أدائه. هذا الأمان يولد شعورا بالاطمئنان الذي قد يتحول لدى البعض إلى كسل أو لا مبالاة في تأدية المهام المطلوبة. كذلك الرقابة الضعيفة ونقص المحاسبة الضعيفة يؤدي إلى شعور الموظفين بأنهم يستطيعون التصرف بحرية دون القلق من المساءلة أو المحاسبة الجادة على أدائهم، ما يساهم في تدني مستوى الإنتاجية. إذا كانت الثقافة العامة في بيئة العمل تشجع على التغاضي عن السلوكيات السلبية، فإن ذلك يرسخ في أذهان الموظفين أن اللامبالاة وعدم الالتزام أمر مقبول، ومع مرور الوقت يصبح " العمل بحده الأدنى" هو القاعدة وليس الاستثناء، وهذا الامر يؤدي إلى صدمة واحباط المتميزين. إن عدم وجود حوافز للتفوق أو التميز، وغياب المكافآت أو التشجيع، يشعر الموظفين بأن الأداء الجيد لن يحقق لهم أي فائدة إضافية، ما يؤدي إلى العمل بالحد الأدنى من الجهد. يجب تحسين أنظمة المحاسبة ومراجعة فعالية نظم الرقابة لضمان الالتزام . إن توفير الحوافز يعزز الإنتاجية ويرفع معنويات الموظفين على تحسين أدائهمز ومن الضروري تطوير ثقافة عمل تقدر الالتزام والمهنية، وتدعم الموظفين الساعين لتحقيق التميز. كذلك التدريب المستمر يسهم في تنمية مهارات الموظفين وتحفيزهم على تحقيق نتائج أفضل . في الختام يمكن القول إن التعامل مع الوظيفة باعتبارها جمعية خيرية، هو ظاهرة تتطلب جهدا جماعيا لمعالجتها، وذلك من خلال تعزيز الرقابة وتحسين بيئة العمل وتقديم الحوافز التي تشجع الموظفين على بذل أقصى ما لديهم .