دارت اشتباكات عنيفة اليوم بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب شمال سورية، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وذكر المراسل أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيرا إلى تراجع حدتها في فترة بعد الظهر. وأوضح المراسل أن الأسواق المدرجة على لائحة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي منذ 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها الليلة الماضية. من جهته قال محافظ حلب وحيد عقاد لفرانس برس إن "الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الإرهابية المسلحة إعاقة تقدم الجيش العربي السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات في هذه الأسواق". وأضاف أن "عناصر الإطفاء حاولوا فور اندلاع الحرائق الوصول إلى الأسواق المحترقة لإطفاء النيران، حيث قاموا بمتابعة عملهم في المناطق التي استطاعوا الوصول إليها"، موضحاً أن أحد هؤلاء "استشهد نتيجة استهدافه بطلقة قناصة المجموعات الإرهابية المسلحة". وبحسب التجار، لا وجود لقوات النظامية في داخل الأسواق لكنها تقوم بإطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي. ومن غير الممكن حتى الوقت الراهن تقييم حجم الأضرار التي لحقت بالأسواق بسبب الاشتباكات المستمرة منذ أيام. وقال أحد التجار الذي تقدر قيمة بضائعه بملايين الليرات السورية "المشكلة الأكبر أننا لا نعلم شيئا عما حل بمتاجرنا، وكل ما نعرفه سمعناه من الآخرين". وأكد عقاد غياب الإحصاءات الدقيقة عن حجم الخسائر والدمار "نتيجة عدم تمكن موظفي مديرية المدينة القديمة من الدخول إلى الأسواق بسبب استهدافهم من قبل قناصة المجموعات الإرهابية، لكن لا شك أن السوق التي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية أثرت بدرجة كبيرة على اقتصاد سورية". من جهة اخرى شهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات اليوم، لاسيما في حيي الصاخور (شرق) وصلاح الدين (جنوب شرق)، بحسب المرصد. كما أشار المرصد إلى "تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، الأمر الذي خلق حالة ذعر للموظفين وأخرجوا من المبنى وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري (وسط) والقصر البلدي". وتشهد حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وكبرى مدن الشمال أعمال عنف منذ 20 يوليو الماضي، بعدما بقيت لفترة طويلة بعيدة من النزاع المستمر في سورية منذ أكثر من 18 شهرا، وحصد أكثر من 30 ألف قتيل، بحسب المرصد.